الخوف عطل حياتي وجعلني دائمًا في قلق!

0 188

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله لكم التوفيق والخير على ما تقدموه لنا.

دكتوري الحبيب: أنا رجل، عمري 32، متزوج، ولدي ولد، أصبت قبل شهرين بنوبة هلع غيرت مسار حياتي جعلتني من شخص اجتماعي ومحبوب إلى شخص خائف، بعد النوبة أصبت بالتهاب في المعدة والقولون، بدأت رحلة الذهاب إلى الأطباء دون فائدة.

بعدها أصبح يأتيني إحساس غريب وأنا في العمل، وهو إحساس سحبة البطن، وكنت أخرج إلى السيارة فتبدأ نوبة هلع، لكنها متوسطة وليست كالأولى، بعدها بدأت أشعر بالخوف، وما زاد الطين بلة هو أني أصبحت أشعر بضربات قلبي الطبيعية في كل وقت.

أصبحت أعاني من عدم الاتزان، وأصبحت أخاف من الابتعاد من المنزل، وأخذت إجازة من عملي؛ لأني أخاف الابتعاد عن المنزل، فقررت الذهاب إلى طبيب نفسي فوصف لي افيكسور 150 وإندرال 20 مرتين، ارتحت مع الاندرال، ولم أتحسن كثيرا مع الافيكسور، فذهبت قبل أسبوع إلى استشاري نفسي كبير، فغير العلاج إلى انتابرو 20 أول أسبوع نصف حبة صباحا ومساء، بعدها ترفع إلى حبتين كامله صباحا ومساء.

سؤالي وفقكم الله:

1- هل انتابرو 20 مرتين في اليوم ليست جرعة كبيرة؟
2- لماذا بعد النوبة أشعر بالنبض وسابقا لا أشعر به؟
3- لماذا أي شعور غريب بجسمي يرعبني ويجعلني متوترا وخائفا؟

4- لماذا أخاف الابتعاد عن المنزل؟ علما بأني كنت أسافر وحيدا دون مشاكل؟

5- أنا مدخن، ولكن بشكل قليل من بداية رمضان أول سيجارة سببت لي خفقانا فقط؟ ما هو السبب؟

علما بأني عملت تخطيط قلب، وايكو، وكان كل شيء سليما، تحليل الغدة، وفيتامين ب 12، والدم، والدهون الثلاثية، أيضا سليمة، وفيتامين دال ناقص 19، الخوف عطل حياتي، وجعلني دائما في قلق.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: نوبة الهلع بالفعل مخيفة، خاصة النوبة الأولى، وبعد ذلك - أي النوبات المتتالية التي حدثت - قد تكون أخف حدة خاصة إذا اقتنع الشخص بأن هذه النوبات ما هي إلا نوبات قلقية حادة، ويقلل الإنسان من مخاوفه ووساوسه حول الأمراض خاصة أمراض القلب.

الذي يتضح لي - أخي الكريم - أنه في الأصل لديك شيء من الاستعداد للقلق، والتهابات المعدة واضطرابات القولون التي بدأت بعد النوبة تدل أن لديك في الأصل نواة قلقية، وهذه لا نعتمدها، وهذا ليس مرضا، إنما هي نوع من الظواهر.

أخي الكريم: أهم شيء لعلاج هذه الحالة - كما يكون قد أخبر الأخ الطبيب - هو أن تتجاهلها تماما، وألا تتنقل بين الأطباء، وأن تمارس التمارين الاسترخائية بكل دقة، وأن تمارس الرياضة، وأن تقلل من المثيرات، وهي: الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، وكذلك التدخين.

الإفكسر بالفعل ليس دواء فاعلا في بعض الأحيان، وإن كان له فعالية خاصة تحدث لبعض الناس، ولا يعرف التفسير، والإندرال لا بأس به، والآن قام الطبيب بإعطائك الإنتابرو، وأعتقد الانتابرو هو الـ (إستالوبرام)، ويسمى تجاريا (سبرالكس)، وهو دواء رائع، ودواء فاعل، ودواء يعتبر الأول في علاج نوبات الهرع.

أخي الكريم: أنا بالنسبة لي: الإنتابرو إذا كان هو الـ (باروكستين) فلا مانع أن تكون الجرعة حتى أربعين مليجراما في اليوم، أما إذا كان هو الإستالوبرام فيفضل ألا تتعدى الجرعة ثلاثين مليجراما في اليوم، وقد تكون العشرين مليجراما كافية جدا، هذا بالنسبة لسؤالك الأول أخي الكريم.

شعورك بالنبض بعد النوبة: هذا ناتج من بعض الحساسية النفسية، الإنسان يكون ملاحظا جدا لوظائفه الفسيولوجية، وهذه ظاهرة معروفة جدا، ولا تدل أبدا أن نبضك قد اختلف، أو أنه توجد علة في قلبك.

بالنسبة لسؤالك الثالث: لماذا يأتيك شعور غريب بجسمك يرعبك ويجعلك متوترا وخائفا؟ لأنه في الأصل لديك القابلية للخوف وللتوتر.

سؤالك الرابع: لماذا تخاف الابتعاد من المنزل؟

هذا سؤال مهم وجيد، نوبات الهلع - أخي الكريم - في 40% من الناس يكون معها ما يعرف برهاب الساحة، ورهاب الساحة هو أن يشعر الإنسان بعدم الأمان حين يخرج من المنزل، خاصة إذا خرج لوحده، لكن إذا خرج مع رفقة آمنة جدا ربما تكون الأمور أسهل.

فتشخيص حالتك - أخي الكريم - هي نوبات هرع مع رهاب الساحة، والباروكستين أو الإستالوبرام يعتبر علاجا جيدا ومثاليا، والزولفت أيضا يعتبر علاجا ممتازا لهذه الحالات، لكن - أخي الكريم - لا بد من أن تجتهد وتحقر المخاوف، وأن تتفاعل اجتماعيا، هذا مهم جدا، ولا تتقاعس، ولا تتخلف، ولا تطاوع هذه المخاوف.

بالنسبة للدخان: إذا توقف الإنسان عن الدخان لفترة، فهذا يؤدي إلى خفقان، يعني التوقف، ثم بعد ذلك التعاطي يؤدي إلى شيء من الخفقان، وهذا يتعلق بإفراز حاد في مادة الأدرينالين، وهي ظاهرة فسيولوجية، وليست ظاهرة مرضية.

أخي الكريم: سيكون من الجيد أن تعوض نقص فيتامين (د)، والعلاجات متوفرة، فيتامين (د) نعتبره مكملا للصحة النفسية.

لا خوف -إن شاء الله تعالى-، -وإن شاء الله- حياتك تسير على خير، وأشكرك على الثقة بإسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات