أعاني من صعوبات في النوم والدواء أثر علي!

0 161

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعاني من صعوبة في النوم لبعض الوقت، وتوتر قبل النوم ليلا، وكنت أتناول عقار (رستولام) 1 مل في بعض الوقت، وليس باستمرار، يعني من الممكن أن أتناول أربعة أقراص شهريا بحد أقصى.

ذهبت لطبيب نفسي، فقال لي أن أتناول رستولام 1 لمدة 10 أيام، ثم نصف حبة لمدة 10 أيام، ثم أتناول تركيزا 0.25 لمدة 10 أيام، ثم أتناول نصف حبة من تركيز 0.25 لمدة 10 أيام.

منذ يومين بدأت أعاني من رعشة بالجسم، ورجفة، وقشعريرة تأتي بالظهر، وتمشي بالجسم، وتصل إلى الأطراف، وأحس بالبرد، وأشعر بتعرق شديد؛ فبماذا تنصحوني؟ حيث إني حاليا مرعوب من هذه الأحاسيس وندمان أشد الندم على الذهاب للطبيب النفسي.

أرجو الرد سريعا؛ نظرا لسوء حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: لا بد أن نبحث أولا في سبب صعوبات النوم الذي تواجهه، أنت ذكرت أنك تحس بتوتر قبل النوم، وهذا ربما يدل أنك تعاني من قلق نفسي، والقلق النفسي يؤدي إلى اضطرابات شديدة في بدايات النوم، يعني أن الإنسان قد يجد صعوبة كبيرة في الدخول في النوم، لكن بعد أن يدخل في النوم تكون استمرارية النوم سلسة، ويكون النوم جيدا.

أما إذا كان هنالك سطحية في النوم، وصعوبة في بدايات النوم، واستيقاظ مبكر دون أن يقصد الإنسان، وعدم الشعور بالحيوية في الصباح؛ هذا -أخي الكريم- دليل على وجود سبب رئيسي لاضطرابات النوم، وفي هذه الحالة يكون القلق الاكتئابي هو السبب.

أنا لا أقول أنك تعاني من قلق اكتئابي، لكن وددت أن أوضح لك السبب الأكبر والأشمل والأكثر انتشارا لاضطرابات النوم، خاصة في سن الشباب وما بعدها.

عموما الطبيب أقر تناول الـ (رستولام)، وحاول الطبيب أن يحسن من نومك، وغالبا شعر أنه اضطراب نوم ظرفي وقتي ناتج من التوتر، ولم ير أنه ناتج من شيء آخر كالاكتئاب مثلا، لذا انتهج معك المنهج المتدرج لتناول الـ (رستولام)، لأن الرستولام بالرغم من أنه دواء جيد لتحسين النوم، لكنه قد يؤدي إلى التعود وإلى الإدمان، لذا الانسحاب منه قد لا يكون بالأمر السهل، لكن الطبيب كان حكيما، وكان علميا في أنه وضح لك كيفية الانسحاب التدرجي من الدواء، وهذا هو المبدأ.

لكن بالرغم من ذلك الذي يظهر لي أنه قد ظهرت لديك أعراض انسحابية، هذه الرعشة والرجفة والقشعريرة والإحساس بالبرد؛ هي أعراض انسحابية للرستولام.

فيا أخي: إن شاء الله تعالى هذه سوف تختفي، دائما هذه الأعراض مؤقتة، بالرغم من أنها متبعة نسبيا، وأنا أقول لك للتخلص منها: يمكنك أن تتناول عقار (إميتربتالين) والذي يعرف باسم (تربتزول)، هو من الأدوية القديمة جدا، لكنه يحسن النوم، ويساعد في التحكم في هذه الآثار الانسحابية، كما أنه ليس إدمانيا.

الجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجراما يوميا، تتناولها ليلا ساعتين قبل النوم، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها عشرة مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

ويوجد دواء بديل آخر يعرف باسم (ميرتازبين) هذا اسمه العلمي، وهذا الدواء أحدث، وربما يكون أفضل من الإميتربتالين، وجرعته هي نصف حبة -أي 15 مليجراما- يتم تناولها ليلا لمدة شهر، ثم سبعة ونصف مليجراما (7.5) -أي ربع حبة- يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

إذا -أخي الكريم- أمامك خيارات جيدة، وأعتقد أنه من الأفضل أن تراجع الطبيب مرة أخرى، أرجو ألا تحس بمشاعر سلبية حياله، اذهب إليه وناقش معه التشخيص: هل لديك أعراض اكتئابية؟ ما سبب اضطراب نومك؟

ومن ناحيتك: اسع لتحسين صحتك النومية تلقائيا، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم ليلا وعدم التذبذب في ذلك، الحرص على ممارسة الرياضة بكثافة، تجنب المثيرات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة بعد الساعة الخامسة مساء، مع تجنب النوم النهاري، وتجنب وجبة العشاء في وقت متأخر، وتجنب الأطعمة الدسمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات