أعاني من الاكتئاب، فما هي الأدوية التي ليس لها آثار سلبية؟

0 116

السؤال

السلام عليكم.

أنا مريضة بالاكتئاب منذ سنوات، وأخذت الفلوتين وتحسنت، ثم توقف تأثيره فأخذت الفيلوزاك 20، وقد تحسنت من حيث المزاج، والرغبة في العمل، والتعامل مع الصديقات، والتخفيف من حدة الصدفية، والقولون العصبي عندما أتوتر، لكنه تسبب في نقصان وزني كثيرا، وفقدان الشهية والنوم لساعات طويلة، وهذه أساسا أعراض الاكتئاب الذي أعاني منه.

وصفت لى الطبيبة السيبرالكس، واستمررت في أخذه، ثم أوقفته تدريجيا، كما طلبت مني، ولم يعطني نفس تأثير الفيلوزاك والفلوتين، وتكلفته مرتفعة، لكنه كان أخف من الكبسولات على المعدة.

الآن تعبت وعادت نفس الأعراض، فعدت للفيلوزاك منذ أسبوعين، ولكني أوقفته لعدم تحملي لآلام المعدة الشديدة، والنوم طوال اليوم، كما أخذت مودابكس في البداية، ولم يحقق أي فائدة، فأوقفه الطبيب.

أسألكم -جزاكم الله خيرا- عن بديل بنفس كفاءة الفيلوزاك بشكل أقراص، وأتمنى أن لا يسبب النوم وفقدان الشهية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: الفلوزاك – والذي يعرف علميا باسم فلوكستين – بالفعل معروف أنه دواء رائع، لكنه لا يسبب النوم، أنا استغربت بعض الشيء، بل على العكس تماما هو يرفع درجة اليقظة والانتباه لدى كثير من الناس، لذا ننصح الكثير منهم بأن يتناوله في فترة النهار.

إذا بصفة عامة: الفلوزاك دواء استشعاري وليس دواء تنويمي، لكن سبحان الله هناك نوع من التباين بين الناس، حالات قليلة جدا قد يعطي الدواء الفعل العكسي لهم.

أنا حقيقة قد أنصحك بأحد الأدوية القديمة، قليل التكلفة وجيد الفعالية، الدواء هو (تفرانيل) والذي يعرف علميا باسم (إيمبرامين)، دواء ممتاز، دواء فاعل، يعالج الاكتئاب، يعالج أعراض القولون والمعدة، آثاره الجانبية بسيطة، وهو أنه قد يسبب جفافا في الفم قليلا، وربما يؤدي إلى الإمساك في الأيام الأولى للعلاج، ولا ينصح باستعماله بالنسبة للذين لديهم ارتفاع في ضغط العين.

جرعة التفرانيل هي خمسة وعشرين مليجراما يوميا، وهذه جرعة صغيرة تجنبك تماما الآثار الجانبية التي تحدثنا عنها.

التفرانيل لا يؤدي إلى زيادة في النوم، وتفاعله حول الشهية يعتبر تفاعلا محايدا، إن لم يزدها فلن ينقصها، تستمرين على خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم تجعلينها خمسين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وسبعين مليجراما يوميا، يمكن أن تتناولينها كجرعة واحدة، أو حبة صباحا وحبتين مساء، أو حتى ثلاث مرات في اليوم، هذه كله جيد، وكله صحيح.

الجرعة العلاجية حتى مائتي مليجرام في اليوم، لكن أعتقد خمسة وسبعين إلى مائة مليجرام ستكون كافية بالنسبة لك.

استمري على الخمسة وسبعين مليجرام هذه لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها خمسين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

هنالك دواء بديل للفلوزاك وحتى للتفرانيل، لكنه ربما يكون مكلفا بعض الشيء، الدواء هو عقار (سيمبلتا) والذي يعرف علميا باسم (ديولكستين)، جرعته هي ثلاثين مليجرام ليلا بعد الأكل، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى ستين مليجراما ليلا، وهذه هي الجرعة العلاجية، علما بأن الجرعة في بعض الأحيان يمكن أن ترفع حتى مائة وعشرين مليجراما في اليوم، لكن لا أرى أنك بحاجة لذلك.

فإذا كان خيارك هو سيمبالتا، تناولي ستين مليجراما يوميا لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة، بعدها خفضي الجرعة إلى ثلاثين مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم ثلاثين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: الدعائم العلاجية الأخرى مهمة جدا: ممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، النوم الليلي المبكر، الحرص على أذكار النوم، والصلوات في وقتها، وأن تشعري أنك إنسانة فعالة في أسرتك وفي مجتمعك، ومفيدة لنفسك ولغيرك، هذه كلها تؤدي إلى تفتيت الاكتئاب وهزيمته تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات