أرتعش وأخاف عند مواجهة الآخرين.. فما هو الدواء المناسب لحالتي؟

0 248

السؤال

السلام عليكم

تأتيني رعشة بالرأس، وتسارع في دقات القلب، وعدم القدرة على الكلام عند مواجهة الناس وعند الخوف، وقرأت في موقعكم أن الإندرال ممتاز للرعشة، فهل دواء الإندرال هو (l 'avlocardyl)؟ لأن في المغرب لا يوجد دواء اسمه الإندرال.

وسؤالي الثاني: لا أعاني من الربو ولا الحساسية، ولكني مررت بمرض ونقص من وزني الكثير، وأخذت دواء اسمه انتنوريكس وبرنابول من أجل زيادة الوزن وهو دواء لمرضى الحساسية، فهل دواء الإندرال خطر علي؟ لأنني كنت أتناول أدوية الحساسية لغرض زيادة الوزن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rania حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

قبل أن نتحدث عن الإندرال والأدوية الأخرى أريدك أن تتفهمي تماما أن الخوف يجب أن يعالج نفسيا وفكريا وسلوكيا، فكريا من خلال تحقير المخاوف، يعني إذا نظرت نظرة عميقة فيها شيء من التأمل والاستدراك سوف تكتشفي أنك لست بأقل من الآخرين، فما الذي يجعلك إذا ترهبين المواقف الاجتماعية؟ البشر هم البشر أيا كان موقعهم في الحياة، فعملية الخوف هذه يجب أن ترفض فكريا.

وأريدك أن تنتهجي المسلك السلوكي الذي يقوم على مبدأ التعرض أو التعريض مع منع الاستجابة السلبية، يعني أن تعرضي نفسك للمواقف التي تحسين فيها بعدم الأمان والخوف، لكن لا تتهربي منها أبدا.

والأنشطة الاجتماعية مهمة في حياتك، والبدايات طبعا تكون على نطاق الأسرة، حين تكوني إنسانا فعالا ومفيدا لنفسك ولأسرتك، هذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، وبعد ذلك يمكن أن توسع إدارة المعارف والنسيج الاجتماعي من المحارم والزميلات في الدراسة والصديقات، وهكذا.

وحقيقة هنالك خطوة عملية أنا أرى من يتخذها سوف يعالج الخوف الاجتماعي، وهي: الالتحاق بحلق القرآن، مراكز تدارس القرآن منتشرة والحمد لله في كل البلاد الإسلامية تقريبا، وهذه المراكز بها الكثير مما هو مفيد للإنسان: التفاعل الاجتماعي، الشعور بالطمأنينة، الشعور بالكيان، الشعور بأن الإنسان على خير وفي خير، وهذا يقلل الرهبة ويزيل الرهبة تماما، فأنا أريدك حقيقة أن تجعلي لنفسك نصيبا من هذا.

التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة أيضا وجدناه مفيدا، تمارين الاسترخاء وجدناها أمرا طيبا وضروريا، فأريدك أن تكوني على هذا النهج وعلى هذا النسق.

أما بالنسبة للأدوية فالأدوية نعم مفيدة، لكن الإندرال ليس أفضلها، وقد لا تحتاجين له أبدا، الأدوية الأفضل هي الأدوية المضادة لقلق المخاوف، خاصة الرهاب الاجتماعي، والعقار الذي يعرف باسم (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (زولفت) أو (لسترال) وربما يكون له مسميات أخرى في المغرب، هذا هو الدواء الأمثل بالنسبة لك، البداية تكون نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة كاملة ليلا لمدة شهر، ثم تجعليها حبتين - أي مائة مليجراما - ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها واجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

هذا دواء مثالي ومفيد وغير إدماني، وفيه خير كثير لك -إن شاء الله تعالى-. أما بالنسبة للإندرال فهو يسمى علميا (بروبرلانول) وله مسميات تجارية كثيرة ومختلفة حسب الدولة التي تنتج الدواء، وأعتقد أن الأدوية التي قمت بذكرها بالفعل هي من فصيلة البروبرالانول، لكن المرجعية العلمية الصحيحة هي التأكد من الاسم العلمي، وهو (بروبرالانول) كما ذكرنا، ولا أعتقد أنك في حاجة له، خاصة ما دام هناك بعض الشكوك بأنه لديك حساسية في الصدر فيما مضى، وحتى الحساسية في الصدر أو حتى الربو غير النشط لا يمنع أن يتم تناول البروبرالانول، لكن بجرعة صغيرة جدا لا تتعدى أكثر من عشرة مليجراما صباحا ومساء.

بذلك - أيتها الفاضلة الكريمة - نكون قد أوفينا ما هو مطلوب لتوجيهك وإرشادك، ليس فقط للتخلص من الرعشة، إنما التخلص من الخوف والرهاب الاجتماعي، وبذلك إن شاء الله تعالى تتاح لك فرصة أن تعيشي حياة بلا رهاب، بلا خوف مرضي، وبذلك تستطيعي الإقدام في الحياة بصورة ممتازة جدا وإيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات