هل الحماس والاندفاع يسببان خمولا في الجسم؟

0 238

السؤال

أنا شخص أتحمس كثيرا لأي عمل أقوم به وأتقنه، وكأني في مضمار تحد، وهذا الحماس يؤدي بي إلى سرعة نبضات القلب، والانفعال الشديد، وشد الأعصاب، وهذا الأمر يتكرر معي كثيرا في حياتي اليومية، وقد بدأ الخمول في جسمي بعد ذلك، فهل هذا الحماس بهذه الصفة يؤثر على صحتي أم ينفعها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحماس والاندفاع وزيادة الفعالية هي أمر جيد بصفة عامة، الإنسان الذي يريد أن يؤدي عملا لا بد أن يتقنه، في بعض الأحيان يكون هذا الحماس أو هذا الاندفاع زائدا، وهنا تلعب بعض المواد الكيميائية في الجسم دورا في ذلك ليحدث زيادة إفراز مادة معينة تسمى (أدرينالين)، وهذا بالفعل قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وتحفز شديد في الجسم، مما يؤدي إلى شد في العضلات وزيادة في اليقظة، هذا قد يعقبه بالفعل شيء من الفتور، أو الخمول، أو الهمدان في الجسم، والسبب في ذلك هو أن الأدرينالين وزيادة الطاقات المفرط قد يؤدي إلى احتراق في مستوى السكر الموجود في الدم، وهذا يؤدي إلى الشعور الذي تحدثت عنه.

هذه –يا أخي الكريم– عملية فسيولوجية جسدية وليست مرضا أبدا، لا أريدك أن تعتبر ذلك مرضا، وأقول لك –أخي الكريم– الحل في أن تكون وسطيا، وحدد دائما الزمن الذي سوف تنجز فيه العمل، قبل أن تبدأ في العمل يجب أن تضع زمنا تقديريا، وهذا الزمن التقديري سيكون هو الخط الذي يقودك لأن توزع طاقاتك في تنفيذ المهمة بصورة أكثر وسطية وأكثر قبولا.

ويا أخي الكريم: أيضا ممارسة الرياضة ستكون مهمة جدا لك، لأن الرياضة توجه الطاقات الإيجابية وتجعلها أكثر إيجابية، وتزيل الشوائب النفسية والجسدية، والنوم الليلي المبكر مهم، والتوازن الغذائي مهم جدا أخي الكريم.

أنا لا أراك مريضا أبدا، هذه تباين واختلافات بين البشر، وأنت الحمد لله متحمس، ولديك انفعالات واندفاع إيجابي، بعض الناس تجد أنه لا طموح لهم، لا حماس لهم، وديدنهم هو الخمول والبطء والتلكؤ، وهؤلاء طبعا أسوأ، أنت الحمد لله بخير، ولا تعتبر حالتك هذه حالة مرضية أبدا، وأعتقد أنك أيضا لو جعلت طاقاتك تستهلك في بعض الأعمال الاجتماعية أو والخيرية، هذا أيضا يؤدي إلى إشباع نفسي إيجابي جدا، وحين يحدث الإشباع النفسي يحس الإنسان بالاسترخاء والارتياح الداخلي.

لا أراك أبدا في حاجة لعلاج دوائي، وصحتك الحمد لله سليمة وطيبة، فقط أنصحك –أخي الكريم– أن تجري الفحوصات الطبية الدورية، الذهاب إلى المركز الصحي، أو إلى أي طبيب تثق به للتأكد من مستوى الدم لديك، ومستوى السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، والدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)... هذه فحوصات بسيطة جدا لكنها مهمة وضرورية، وأعتقد أن كل إنسان يجب أن يجريها من وقت لآخر، ليتأكد من صحته الجسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات