أعاني من التلعثم والرهاب الجماعي حتى صرت انطوائياً

0 148

السؤال

السلام عليكم

عندما أريد التكلم مع الآخرين أصاب بالحبسة مع غمض وفتح العين بسورة سريعة، مع ضيق في النفس، وهذا الأمر جعلني أنعزل وأبتعد عن أصدقائي وأقربائي، لكي لا أتكلم معهم، وأتلعثم فيستهزئون!

كنت لا أهتم، لكن في الثانوية سألني المدرس عن اسمي فأصابتني الحبسة، وتأخرت قليلا ثم نطقت اسمي، وهذا أمر أدى إلى تدهور مستواي الدراسي، فقد كنت متميزا، فصرت متدنيا في الدراسة! بماذا تنصحوني؟ وهل هناك علاج؟ ولماذا يحدث معي هذا؟ وهل بسبب الوراثة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: هذه الحبسة الكلامية أو التأتأة تصيب الذكور أكثر من الإناث، وربما تكون هناك عوامل وراثية؛ لأننا نشاهدها في بعض الأسر، ويعرف عنها أنها تختفي بتقدم العمر، وبعض الأشخاص لديهم ميول للقلق وللتوتر وللمخاوف، هؤلاء يكونون أكثر عرضة لهذه الحبسة الكلامية.

أرجو أن تطمئن - أيها الفاضل الكريم - وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، فلا تلتفت ولا تهتم باستهزاء الآخرين، من يستهزئ بك لا يستحق أن تهتم به، أنت لست ناقصا في شيء أبدا.

لا بد أن تكون ثقتك في نفسك عالية، ولابد أن تدرب نفسك على التواصل الاجتماعي، مارس رياضة جماعية مع أصدقائك مثل لعب كرة القدم، احضر الصلاة مع الجماعة في المسجد، وحين تكون في الصف الأول هذا يجعلك أكثر عرضة للتفاعل الاجتماعي الإيجابي، مما يخفف عليك وطأة الخوف الاجتماعي.

تمارين الاسترخاء ضرورة ملحة في حالتك، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع عليها، وتطبقها بتفاصيلها وحذافيرها فهي نافعة.

أيها الفاضل الكريم: قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تطلق اللسان، وأريدك أيضا أن تقوم بتمارين كلامية، أن تتكلم ببطء، أن تبدأ دائما بالشهيق، هذا يعطي استرخاء عضليا، ثم بعد ذلك تتكلم.

أريدك أيضا أن تجلس في غرفة هادئة أو في مكان هادئ، وتقرأ موضوعا، أو تترجل موضوعا بصوت عال، وتقوم بتسجيل هذا الذي قرأته، ثم تستمع لما قمت بتسجيله، في كل مرة سوف تجد أن هنالك تحسنا كبيرا جدا قد طرأ على حالتك.

البشرى الكبرى التي أزفها لك هي أن الأدوية سوف تساعدك كثيرا، العقار الذي يعرف (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا باسم (زولفت) و(لسترال) وربما يكون هنالك منتج تجاري آخر في العراق.

المهم الاسم العلمي هو (سيرترالين)، الجرعة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) تتناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (خمسين مليجراما) تتناولها ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين - أي مائة مليجرام - ليلا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هو من الأدوية السليمة، الأدوية الرائعة جدا، والمفيدة جدا، ولا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات الذكورية، فقط ربما يؤدي إلى فتح بسيط في الشهية ورغبة أكثر في الحلويات، فهنا يجب أن تكون حذرا خوفا من زيادة الوزن.

إن استطعت أن تقابل اختصاصي التخاطب هذا أيضا سوف يشجعك ويزيد الثقة في نفسك، وإن استطعت أيضا أن تقابل طبيبا نفسيا فهذا أيضا سوف يفيدك.

أيها الفاضل الكريم: لابد أن تنضم لأحد حلق تعليم القرآن، هذا يجعلك تتعرض اجتماعيا لمحيط فيه كثير من الطمأنينة، لا أحد يستهزئ، لا أحد يستخف، لا أحد يضحك، وبهذه الكيفية سوف يحدث لك التكيف الإيجابي جدا، ولن تهاب المواجهات والمواقف أبدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات