هل تسبّب الأدوية مرضاً عقلياً؟

0 164

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة رقم (2300520)، قبل ذهابي إلى الطبيب كانت حياتي طبيعية، وكنت أشعر بالشفاء الكامل، ولكن ذهبت إلى الطبيب للحيطة.

سؤالي: هل الأدوية الكثيرة؛ يعني 50 نوعا من الأدوية على مدى 4 سنوات، وخلال التوقف عنها أشعر أني طبيعي، ثم أعود إلى الطبيب وأتناول أدوية أخرى حتى شعرت بالأعراض التي ذكرتها لكم، فهل الأدوية الكثيرة تسبب مرضا عقليا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأطباء النفسيين يقومون بفحص حالة المريض من أخذ تاريخ مرضي مفصل وفحص للحالة العقلية، ومن ثم محاولة تشخيص المشكلة أو المرض الذي يعاني منه الشخص، وفي حالة وجود مشكلة وليس مرضا يتم النصح أو تحويله إلى علاج نفسي، وفي حالة وجود مرض يتم له صرف الدواء المناسب، ومتابعة مدى تحسنه على هذه الأدوية.

وكما ذكرت في إجاباتي السابقة -يا أخي الكريم- الأدوية النفسية نفسها تنقسم إلى عدة مجموعات: هناك أدوية نفسية مضادة للذهان، وهناك أدوية نفسية مضادة للاكتئاب، وهناك مثبتات للمزاج، وهناك أدوية نفسية مضادة للقلق وللتوتر. فإذا الأدوية النفسية نفسها تنقسم إلى عدة مجموعات، ويكون مفعولها على حسب نوعها وعلى حسب المريض وحدة المرض عليه.

والآثار الجانبية لهذه الأدوية مختلفة، فمضادات الذهان لها آثار جانبية محددة، ومضادات الاكتئاب لها آثار جانبية محددة، ومثبتات المزاج لها آثار جانبية محددة، بل في المجموعة نفسها تختلف الآثار الجانبية من دواء لآخر، ولا يمكن حصر الآثار الجانبية -يا أخي الكريم- في هذه الرسالة، لأنها تختلف من دواء لآخر، وتختلف بحسب الجرعة، وتختلف من شخص لآخر.

ولكن الشيء الذي يمكنني أن أؤكد عليه بكل وضوح؛ أن هذه الاضطرابات الجانبية ليس من بينها مرض عقلي، الأدوية النفسية بمختلف أنواعها لا تسبب مرضا عقليا، ولا أدري ماذا تعني بالمرض العقلي؟ نحن عادة نتحدث عن أمراض نفسية تنقسم إلى اضطرابات ذهانية واضطرابات وجدانية واضطرابات القلق، هذه هي التقسيمات الرئيسية للمرض النفسي، وإن كنت تعني بالاضطرابات العقلية الاضطرابات الذهانية؛ فالأدوية النفسية لا تحدث اضطرابات ذهانية على الإطلاق، الاضطرابات الذهانية يمكن أن تكون دون سبب واضح، أو تكون ناتجة عن استعمال المخدرات، أو قد تكون ناتجة عن أمراض أخرى، ولكن الأدوية لا تسبب اضطرابا ذهانيا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات