أعاني من مرض الوسواس القهري ومرض الصرع، ما الحل؟

0 221

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 32 سنة، مريض بالوسواس القهري، ومنذ عدة سنوات لكني لم أكتشفه إلا منذ سنة فقط، وأغلب الوساوس تكون وساوسا جنسية، وأيضا وسواس النظافة والأمراض، ويرتبط بذلك قلق مستمر مع أتفه الأمور، وتضخيمها بدون داع.

في البداية وصف لي الطبيب أقراص ريسكيور 1مجم (Risperidone) قرص يوميا، ومستمر عليه، ومنذ 10 أشهر، والحمد لله تحسنت الوساوس الجنسية تماما، وأصبحت شهوتي الجنسية مستقرة، لكن الوساوس الأخرى ما زالت موجودة، والقلق موجود، بل يزيد مع أي موقف حتى لو بسيط، لدرجة أنني لم أستطع الاستمتاع بحياتي.

بعدها أضفت للعلاج لوسترال 50مجم (Serteraline)قرص يوميا، وتحسنت عليه من ناحية القلق، ثم قطعته فجأة من تلقاء نفسي بعد 4 شهور فحدثت لي انتكاسة بعد أسبوعين، وأصبحت أسوأ من الأول فعدت مرة أخرى له، والآن أنا عليه منذ شهر، وحدث تحسن تدريجي، ولكني لست مثل الأربعة شهور الأولى.

ماذا أفعل؟ وهل أزيد من جرعة لوسترال أم أضيف دواء آخر؟
وما هي مدة العلاج سواء لرسكيور أم لمضادات الاكتئاب؟ علما أني مريض بالصرع منذ 14 عاما، وأتناول تجريتول 400 سي أر مرتين، وحالتي ولله الحمد، مستقرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونرحب بك – أخي الكريم - في الشبكة الإسلامية.

أخي: الوساوس يجب أن تعالج على الأسس السلوكية الأربعة، وهي: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي السلوكي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي.

هذه يجب أن تكون في بوتقة واحدة، وفي سلة علاجية واحدة، تتفاعل وتعاضد بعضها البعض لتعطينا العلاج والنتائج الإيجابية لعلاج الوساوس القهرية، الوسواس القهري يمكن أن يقهر، يمكن أن يعالج.

الوساوس الفكرية علاجها أسهل كثيرا من الوساوس الطقوسية أو وساوس الأفعال - كما نسميها - فيحتاج هذا النوع من الوساوس إلى تطبيقات سلوكية، مثلا: الوسوسة حول النظافة: يجب أن تطمر وتدفن يديك في مكان متسخ جدا وتصر ألا تغسل يديك إلا بعد خمس دقائق وبكمية بسيطة من الماء.

أعرف أن هذا التطبيق ليس بالسهل، لكنه ليس بالمستحيل، أنا أعطيك أمثلة فقط - أيها الفاضل الكريم - وأنت حين تذهب لطبيبك النفسي من المفترض أن يضعك تحت البرنامج السلوكي المتكامل، وهذا غالبا يقوم به الاختصاصي النفسي المصاحب أو الموجود مع الطبيب النفسي في عيادته.

إذا يجب أن تركز على العلاجات السلوكية، وسلوكيا: الوساوس الفكرية يجب أن تحقر وتحقر بصورة تامة، لأن مناقشتها وحوارها وتشريحها ومحاولة إخضاعها للمنطق أو السببية يزيد من حدتها وشدتها، فأرجو أن تتجنب ذلك تماما.

بالنسبة للعلاج الدوائي - أخي الكريم -: مضادات الوساوس كثيرة، الرزبريادون لا يعتبر هو العلاج الأصلي، هو العلاج المساعد فقط، أما بالنسبة للسيرترالين فيعتبر علاجا ممتازا جدا للوساوس القهرية، والجرعة المطلوبة غالبا لا تقل عن مائة وخمسين مليجراما في اليوم - أي ثلاث حبات - وهذه ليست جرعة كبيرة، ولن تثير عندك أبدا البؤرة الصرعية ما دمت تتناول التجراتول.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لأن ترفع من جرعة اللسترال، هذا مهم جدا وأنصحك به، والبدء يكون تدريجيا، فتأتي بحبة ثم بعد شهر اجعلها حبتين، ثم بعد شهر اجعلها ثلاث حبات -أي مائة وخمسين مليجراما - في اليوم، وإذا زاد اللسترال أو السيرترالين من وزنك مثلا هنا يمكن أن تستبدله بالعقار الذي يعرف باسم (بروزاك) أو (فلوزاك) في مصر، وهو فعال جدا ولا يزيد من الوزن، والجرعة تصل إلى ستين مليجراما في اليوم، علما بأن الجرعة الكلية هي ثمانين مليجرام بالنسبة للفلوزاك، ومائتي مليجرام بالنسبة للسترال، لكنك قطعا لا تحتاج لكل هذه الجرعات.

مدة العلاج - أخي الكريم -: الإنسان يلتزم بالجرعة التمهيدية، ثم يلتزم بالجرعة العلاجية، ثم يلتزم بالجرعة الوقائية، وبعد أن تختفي الأعراض تماما ولمدة ستة أشهر هنا يمكن أن يتم التوقف من تناول الدواء تدريجيا، مع الدعم السلوكي المتواصل، لأن هذا هو الأصل في منع الانتكاسات التي قد يتعرض لها مريض الوسواس.

الأمر إن شاء الله تعالى بسيط، أرجو أن تأخذ ما ذكرته لك وتطبقه، وتواصل مع طبيبك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات