لدي ضيق تنفس وقلق.. هل أنا مصاب بالوسواس أو بماذا؟

0 140

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 28 سنة، أعاني من ضيق التنفس طول اليوم، مع تنهد وتثاؤب طيلة الوقت، ظهرت هذه الحالة لما كنت في سن 11 سنة، وبعدها رحلت، لكنها عادت لي في سن 17 سنة، واستمرت حوالي عامين أو 3، لكن ليس بنفس الحدة، قاومتها وذهبت عني إلى غاية رمضان الماضي، وهي متواصلة معي لحد الآن.

أعاني من قلق نحو المستقبل مع أني خطبت فتاة، وأريد فسخ الخطبة؛ لأني لا أريد أن أزج بها معي في حياتي المرهقة هذه، هذا المرض آلمني وكرهت نفسي لدرجة أني أصبحت لا أخرج كثيرا ومزاجي سيء جدا، أصبحت أخاف من مستقبلي، وأفكر بأن هذه الحالة ستبقى معي ما حييت، وهذا ألم بحد ذاته.

هل أنا مصاب بالوسواس أو بماذا؟ مع أني أحيطكم علما أني لما بدأت هذه السنة بالعمل اختفت قليلا هذه الحالة؟ ولما أخذت عطلة عادت لي وبقوة!

مشكلتي أني أعلم أن هذا المرض ليس عضويا، وأنه نفسي ومتيقن ألف بالمائة، لكني لا أريد الذهاب إلى طبيب نفسي، أتمنى أن تعطي لي دواء موجودا هنا في الجزائر كالفلنوكسول؛ لأني قرأت عنه أو فافرين.

أصدقني القول: هل حالتي مستعصية؟ مع أني تغلبت عليها بدون طبيب ولا دواء، وهل مر أناس قبلي بهذه الحالة وشفوا تماما أو على الأقل بنسبة 50 بالمائة؟

أرجو أن تعطيني دواء يخفف على الأقل حالة ضيق النفس والقلق من التثاؤب والتنهد، مع العلم أني عندما أنام لا يحدث شيء أبدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ asad jsk حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونرحب بك - أخي - في استشارات إسلام ويب، وأريدك ألا تنزعج، -إن شاء الله- الأمر بسيط، الذي وقع عليك من أعراض هي أعراض نفسوجسدية، يعني أن حالتك النفسية قد لعبت دورا كبيرا وأدت إلى توتر حالتك النفسية، أنت بالفعل تحس بالضيق وبالإزعاج، لكن أقول لك من الناحية التشخيصية: -إن شاء الله تعالى- الحالة بسيطة وبسيطة جدا.

حالتك هذه ليست وسواسا قهريا، أنت تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يعرف بالقلق الاكتئابي، والذي يظهر لي أيضا أنك لديك شيئا من الفكر السلبي التشاؤمي.

أخي الكريم: معرفة التشخيص مهمة؛ لأنها تجعل الإنسان يتدارك نفسه ويهتم بعلاجه، إذا أول خطوة نحو التعافي والشفاء هي أن تقتنع أن حالتك بسيطة، والتوترات النفسية ووجود القلق يؤدي إلى توترات عضلية، التوترات العضلية أكثر ما تصيب قطعا القفص الصدري، وهذا هو الذي قد يجعلك تشعر بضيق التنفس، والأمر - كما تفضلت - ليس على وتيرة واحدة: تأتي نوبات، ثم تختفي، ثم تأتي نوبات أخرى - وهكذا - إلى أن تختفي الحالة نهائيا -إن شاء الله-.

أريدك أن تحرص حرصا كبيرا على التمارين الرياضية، أي نوع من الرياضة يجب أن تمارسها بكثافة، سوف تجعلك تحس بالاسترخاء، وبالطمأنينة، وهذا القلق التوقعي والمزاج المتكدر سوف يتحسن.

مهما كانت الصعوبات موجودة لا بد أن تحدد أهدافك الحياتية بصورة واضحة جدا وتضع الطرق والآليات والوسائل التي توصلك إلى مبتغاك وإلى ما تريد القيام به، ويجب أن يكون شعارك هو أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، هذا يجعلك تنفذ مشاريعك الآنية وكذلك المستقبلية بصورة فعالة جدا.

لا بد أن تسعى أن تكون حياتك إيجابية دائما: احرص على صلواتك في وقتها، وكن بارا بوالديك وبأرحامك، وطور نفسك مهنيا وفنيا، هذا أيضا يعتبر إضافة علاجية مهمة جدا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأبشرك، أنت بالفعل تحتاج إلى دواء، وسوف تستفيد منه بصورة ممتازة جدا: عقار (سبرالكس)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام) أعتقد أنه سيكون دواء مفيدا جدا، وهو موجود في الجزائر، تبدأ بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولها لمدة أسبوع، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف من الدواء.

أعتقد أنه سيكون مفيدا ومفيدا جدا لك، ولا مانع أن ندعمه بجرعة صغيرة من الفلوناكسول، ما دام موجودا في الجزائر، تناول الفلوناكسول بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم حبة صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات