كيف أكسب الأصدقاء، وأكون جزءا مهما في حياتهم؟

0 219

السؤال

السلام عليكم

أشعر بالوحدة عندما أكون مع أصدقائي وصديقاتي، وأنه ليس لوجودي معهم معنى، فلا أحد يتحدث معي، ولا يكترث لحديثي، ولا يستمع لي، وأجدهم يتحدثون كثيرا مع بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا قليلا ما يتحدثون معي، هذا إن تحدثوا معي.

علما أني أحاول مشاركتهم الأحاديث والضحك والاندماج معهم، ولكن طبيعتي قليلة الكلام، ولست خفيفة الدم مثلهم، وهذا الأمر يحزنني ويقلقني ويجعلني أحس بأن لا أحد يحبني، وأنني لست جيدة، وأجد أن ثقتي في نفسي تهتز، ويجعلني غالبا بعد نهاية كل لقاء معهم أبكي وأقرر الانسحاب من حياتهم، وأبقى وحيدة حتى لا أتألم، فبماذا تنصحونني؟

بارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك وضعت لنفسك صورة معينة، أو قفصا أو سجنا، وسجنت نفسك فيه، حيث وضعت عن نفسك بعض المفاهيم والصفات بأنك مثلا قليلة الكلام، وضعيفة التواصل مع الآخرين، وبأنك لا تتصفين بخفة الدم، ومن ثم سرت وفق هذه الصفات! ولكن من قال أن عليك أن تستمري على هذا الحال؟

يمكنك، كما يمكن لأي إنسان آخر، أن يغير طريقة تصرفاته وحياته، نعم ليس سهلا، إلا أن هذا بالأمر الممكن، فمثلا يمكنك الآن أو اليوم التواصل مع بعض أخواتك أو صاحباتك عن طريق وسائل التواصل، وغدا كذلك، وبذلك تغيرين فكرة أنك قليلة التواصل، وهكذا ثم تنتقلين لصفة أخرى تريدين تغييرها.

ولكن في نفس الوقت لا تنسي أيضا أن الناس مختلفون، فمنهم الهادئ، ومنهم كثير الحركة، ومنهم قليل الكلام، بينما بعضهم الآخر كثير الكلام، وهكذا، وفي كل خير وبركة، وأنت غير مضطرة لتكوني نسخة عن شخص آخر، والقاعدة النفسية الصحيحة تقول "كن أنت" فنحن غير مضطرين لنكون شخصا آخر، وإنما ربما تميزنا ونجاحنا بأن نكون نحن، وكما هو حالنا.

ويمكن أيضا الاستفادة من الكتب والمواقع الكثيرة التي تتحدث عن موضوع تطوير الذات، حاولي أن تركزي على هواياتك والصفات الإيجابية التي في حياتك، وانظري للنعم الكثيرة التي منحك الله إياها، لا تركزي على نصف الكأس الفارغ، كما يقال.

وفقك الله ويسر لك الخير والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات