لدي رهاب من أن أكون إماماً في الصلاة وخطيباً

0 165

السؤال

السلام عليكم

منذ أكثر من خمس سنوات من الله علي بحفظ كتابه، والتفقه في الدين على بعض المشايخ الذي لهم باع فى العلم الشرعي، فأصبحت على بصيرة من أمري، ولكن ثمة مشكلة تواجهني وهي عدم القدرة على إمامة الناس في الصلاة، ولا أستطيع أن أعتلي منبر الخطبة رغم تجارب كثيرة، ولكن كل مرة يعود الأمر أسوأ من الأول.

قمت بتجربة الاقتحام ومواجهة الخوف، ولكن ما زالت أعراض الخوف من التحدث أمام الناس موجودة، حتى بعد التكرار لهذه المواقف! لا أعلم ما العمل؟ هل أذهب إلى طبيب أم ماذا أفعل؟ أفيدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حفظك الله لحفظك القرآن الكريم، ونسأل الله أن يديم عليك النعمة والعافية، وأن يعافيك، ويستفيد الناس من علمك وحفظك للقرآن إن شاء الله.

موضوع الرهاب الاجتماعي في إمامة الصلاة من المشاكل المنتشرة، أنا شخصيا عالجت أشخاصا كثيرين يحفظون القرآن كله أو جزءا كبير منه، ولكن يجدون صعوبة في إمامة الناس خاصة في الصلاة الجهرية، كل هذا ناتج من مشكلة الرهاب الاجتماعي، وطبعا العلاج متوفر، وعلاج الرهاب الاجتماعي نوعان: علاج نفسي - علاج سلوكي معرفي - وعلاج دوائي.

العلاج السلوكي المعرفي يتمثل في وضع خطة محكمة للمواجهة المنضبطة المتدرجة، فالمعالج النفسي يضع لك خطة لكي تواجه هذه المخاوف بطريقة متدرجة ومنضبطة، تبدأ بالأقل إحداثا للقلق، ثم تتدرج حتى تختفي هذه تماما، وفي كل خطوة يقوم المعالج النفسي بتعليمك كيفية الاسترخاء.

المواجهة تولد قلقا شديدا، ولذلك يهرب الشخص، فلا بد من المواجهة، وتكون المواجهة متدرجة لدرجة أولى، ومعها القدرة على الاسترخاء، مواجهة القلق، وأحسبك لم تقم بالتدرج ولم تحاول معالجة القلق الذي تحس به، ولذلك فشلت محاولاتك الشخصية، لذلك أنصحك بالتوجه إلى طبيب نفسي متمرس لوضع خطة سلوكية محددة، وقد يعطيك بعض الأدوية التي تساعد - يا أخي الكريم - وهي ليست أدوية تسبب الإدمان، ولا تسبب مشاكل، ولكن مع العلاج النفسي المعرفي تساعدك في التخلص من هذه المشكلة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات