ضاقت بي الحياة وأغلقت الأبواب في وجهي.. ماذا أفعل؟

0 301

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عشريني عانيت الكثير من الصعوبات في هذه الحياة ابتداء بالفشل الدراسي لعدة سنوات، مرورا بوساوس الموت، -والحمد لله- انتصرت على كل ذلك إلا أن الكآبة فتكت بي، لا أستطيع الصلاة لا أشعر بشيء يحثني عليها.

أعاني صراعا نفسيا رهيبا جزء مني يريد طاعة الله وتغيير كل ذلك، وجزء آخر يجعلني أسب الذات الإلهية وإلقاء اللوم على الله.

أنا أكتب الآن لكم وأعلم أنه ليس لي من الله ملجأ وأحبه، ولكن ضاقت الحياة وأغلقت الأبواب بوجهي، والكآبة تنهش ما تبقى مني، كل أحلامي التي رسمتها تبخرت وتطايرت شأنها شأن كثيب رملي صغير ضربه موج البحر المتلاطم، لا أحظى بالتقدير الذي أستحقه.

مع العلم أن الكثير أشادوا بي كمشروع كاتب شاب إلا أن الحياة ضربت بأحلامي عرض الحائط تلك الأحلام التي لا تختلف عن أحلام أي شاب عادي، شبح الانتحار يحيط بي إلا أنني أدفعه كل مرة، يوما بعد يوم أخسر أكثر وأكثر، ماذا أفعل بكل ذلك؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكآبة القلب تنتج عن ضعف الإيمان والإعراض عن ذكر الله قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ).
وطمأنينته تكمن بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، وجعل اللسان رطبا بذكر الله قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

هداية الله وتوحيده من أعظم أسباب انشراح الصدر والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه قال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء}.

احرص على الصحبة الصالحة والرفقة المؤمنة، فذلك مما يشد أزر المسلم في التزامه ويعينه على التمسك بدينه، ويبعده عن الخواطر الشيطانية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

اجتهد في تقوية إيمانك، وحافظ على أداء الصلاة، وما افترض الله عليك، وأكثر من الأعمال الصالحة توهب لك الحياة الطيبة قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

اتباع هدي الله تعالى يبعد عن العبد الشقاوة والضلال قال سبحانه: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.

لا تجعل للشيطان سبيلا إلى قلبك، ولا تتركه يتسلط عليك بوساوسه وخواطره، فهو يريد أن يضيق صدرك وينفرك عن أداء الصلاة ويجعلك تسب الذات الإلهية وتنقدها فإن استعذت بالله منه انخنس بإذن الله.

لا تيأس من روح الله ولا تجعل الأفكار السلبية تسيطر على نفسك، واحذر أن تعطي لنفسك رسائل سلبية، فإن العقل يتبرمج عليها، ولا بد أن تتغلب نفسك المطمئنة على الأمارة بالسوء وكن متفائلا بما هو آت بإذن الله.

مستقبلك سيكون واعدا بإذن الله طالما وهنالك من يشيد بك وبأدائك فشق طريقك نحو المستقبل، واخرج من الدائرة الضيقة التي أنت فيها والمليئة بالكآبة والوحشة، وعش في المساحة الواسعة التي فيها الأمل والسعادة.

إياك أن تفكر في الانتحار فذلك ليس بحل، بل انتقال إلى وضع سيء للغاية، وهو سخط الله وعذابه الأليم.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وسله مسألة المضطر وأكثر من قول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).

إن عملت بما أوصيتك به فستربح ولن تخسر أبدا، وستخرج مما أنت فيه.

أسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات