أعاني من ضعف التركيز الشديد منذ الصغر وعدم فهم المراد.. ما العلاج؟

0 222

السؤال

السلام عليكم.

أنا رجل عمري 43 عاما، أعاني من ضعف التركيز الشديد منذ الصغر، حيث يؤدي إلى:
1- ضعف الذاكرة عندي.
2- عدم فهم من أتكلم معه.
3- الرد على الحديث الموجه لي بصورة خاطئة، حيث أتكلم دون أن أفكر.
4- تقع الأشياء مني عند الإمساك بها.

لا أعرف هل يوجد علاج لهذه الظاهرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أن لديك خللا عضويا في الذاكرة، الذي تتحدث عنه هو نوع من تشتت الأفكار الذي يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز على مواضيع معينة في أوقات معينة.

البداية - أخي الكريم - هو أن تقوم بإجراء فحوصات طبية، -إن شاء الله تعالى- ليس هنالك سبب عضوي، لكن يجب أن نتأكد من مستوى الدم، فقر الدم مثلا قد يضعف التركيز، يجب أن نتأكد من مستوى السكر، والدهنيات، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ومستوى الدم الأبيض، ومستوى فيتامين (ب12)، ومستوى فيتامين (د)، هذه مهمة - أخي الكريم - وإذا كان هنالك أي نقص في هذه المكونات الرئيسية يجب أن يتم إصلاح هذا النقص، وهذا الأمر بسيط جدا.

فالبداية - أخي الكريم - تكون على هذه الشاكلة.

الأمر الآخر: أريدك أن تلجأ إلى النوم الليلي المبكر، وجد في دراسات كثيرة جدا أن خلايا الدماغ يتم ترميمها بصورة كاملة في أثناء النوم الليلي، مما يحسن من التركيز، وتجنب النوم النهاري.

أخي الكريم: الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر، وبعد ذلك يقرأ الإنسان شيئا، إذا كان وردك القرآني أو أذكار الصباح وبعده قراءة أي شيء آخر، هذا وجد أيضا أنه يحسن من التركيز.

رياضة المشي وجد علماء النفس والسلوك والأعصاب أنها تقوي النفوس قبل الأجسام، وتقوي التركيز قبل كل شيء آخر، فاحرص - أخي الكريم - على الرياضة.

النقطة الأخرى هي التغذية، لا بد أن يكون غذائك سليما بقدر المستطاع، وركز على الفاكهة والخضر.

نقطة أخرى مهمة: القراءة والاطلاع، ومجالسة أهل العلم والمعرفة، هذا مهم - أخي الكريم - كثير من الناس تتشتت أفكارهم؛ لأنها ليست قوية، ليست أصيلة، ليست ثابتة، ليست مؤسسة، لذا نجد أن القراءة والاطلاع واكتساب المعرفة مهم جدا لأن يزيد من مخزوننا المعرفي مما يسهل علينا مخاطبة الآخرين.

أخي الكريم: مهم جدا أن تشترك في أي عمل جماعي - جمعية خيرية، جمعية اجتماعية، دعوية، ثقافية - هذا يحرك الفكر، ويجعلك قادرا على التواصل الاجتماعي، ويجعلك قابلا وقادرا جدا للتركيز، وتلاوة القرآن أمر عظيم جدا، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}، {فاذكروني أذكركم}.

أخي الكريم: التلاوة تحسن التركيز، وأهل القرآن هم أقل الناس تدهورا فيما يتعلق بالذاكرة، قلما يحدث لهم ذلك، فيا أخي الكريم: اجعل لنفسك نصيبا من تلاوة القرآن يوميا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فإذا كان هنالك قلق بسيط مثلا لديك، والقلق يؤدي إلى تشتت التفكير، والاكتئاب النفسي يؤدي إلى تشتت التفكير، لا أراك تعاني من هذا، لكن كتحوط يمكن أن تتناول عقار (دوجماتيل/سلبرايد) وهو زهيد الثمن، ومتوفر في مصر، جربه لمدة ثلاثة أشهر، ابدأ بخمسين مليجراما (كبسولة واحدة) في الصباح لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولتين، واحدة في الصباح وكبسولة مساء، لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر يعرف باسم (نتروبيل)، النتروبيل يزيد من فعالية الخلايا الدماغية في بعض الأحيان، فلا بأس أن تتناوله بجرعة ثمانمائة مليجرام يوميا لمدة شهرين مثلا، ثم تتوقف عن تناوله.

نشكرك - أخي الكريم - على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات