حالتي المادية سببت لي الاكتئاب وجعلتني أقبل على الانتحار

0 186

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع، ونسأل الله أن يكتب أجركم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 31 عاما، ولم أتزوج بسبب حالتي المادية فأنا المعيل الوحيد لأهلي، حيث أن إخواني صغار وأنا المعيل لهم، وبدأت أشعر برغبة في العزوف عن الزواج نهائيا لظروفي المادية ولحالتي النفسية التي أمر بها، فأنا أعاني من التفكير الدائم، ومن الهم، وأحس أن الحياة بالنسبة لي منتهية، وأن كل شيء سينتهي، والضيق يكاد يخنقني، ومن كثرة ما مررت به من ضغوط أحاول الهروب من المسئولية كي أرتاح.

الحمد لله أصلي فروضي وأكثرها في المسجد، ونادرا ما يفوتني فرض، ولكني بدأت أحس برغبة بالعزوف عن مخالطة الناس؛ لأنني أرى أنني إنسان ناقص؛ لأنني لم أكمل دراستي الجامعية، وخرجت من كلية الطب نتيجة لظروفي المادية، وكذلك تراودني فكرة الانتحار، ولكن خوفي من ربي وعقابه يمنعني ولكن أخاف أن يغلبني الشيطان.

أرجو توجيهكم، وما نصيحتكم لي، وهل توجد أدوية تعالج حالتي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ناجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما زال في العمر بقية إن شاء الله، وأمامك فرص كبيرة لتحسين وضعك المادي وإتمام زواجك -إن شاء الله-، لا تنظر إلى الماضي وتقول لو فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، ما ضحيته من أجل إخوتك إن شاء الله لن يضيع، ولا تدري متى يعوضك الله.

النظرة السلبية والتفكير السلبي الآن الذي تعاني منه هو الخطر، وليس ما حصل معك، تعاني من أعراض اكتئاب نفسي - يا أخي الكريم - الآن، وأعراض الاكتئاب النفسي تجعلك تنظر للأشياء غير النظرة التي قد كنت تنظر إليها لو لم تكن مصابا بالاكتئاب النفسي، ولذلك أنصحك بمقابلة طبيب نفسي ليقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصل، ومعرفة الظروف التي مررت بها منذ أن كنت صغيرا وحتى الآن.

وإجراء فحص دقيق للحالة العقلية لمعرفة هذه الأفكار الانتحارية التي تراودك الآن، وهذا لا يأتي إلا بالمقابلة الشخصية، فحص الحالة العقلية لا يتم إلا بالمقابلة المباشرة للطبيب، من خلال الأسئلة العميقة ومن خلال الملاحظة الطبية من قبل الطبيب، فلا تتردد بالذهاب إلى طبيب نفسي لمساعدتك.

وقد تحتاج لعلاج للاكتئاب النفسي ولهذه الأعراض حتى تخرج من هذه الحالة وتعود على طبيعتك، وأنا على يقين أنك شخص ذو شخصية قوية وذو خصال حميدة، وإلا لما كنت ضحيت بما ضحيت به من أجل إخوتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات