أريد علاجا سلوكيا وآخر دوائيا لما أعانيه من وساوس قهرية

0 155

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد, وجعله الله في ميزان حسناتكم.

كنت أعاني من مرض الوسواس القهري " أفكار مزعجة مستمرة وقلق دائم واكتئاب حاد " منذ عام 2002 م، ثم بدأت رحلة بحثي عن العلاج عام 2005 م, وانتقلت من طبيب إلى طبيب حتى وصلت إلى طبيب استمررت معه عاما ونصف، وتحسنت، وشعرت براحة كبيرة، وتوقفت عن العلاج بناء على طلب الطبيب, ولكن المرض عاد مرة أخرى، ولكن بدرجة أخف من الأول، ولكن أخشى أن تتدهور حالتي.

وبعد بحثي في المواقع والمنتديات وجدت فيما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي أو العلاج الذاتي، وأذكر هنا " برنامج جيفري شوارتز المكون من أربع خطوات للعلاج الذاتي", وبعد قراءتي لهذه الخطوات ومحاولة فهمها بدأت تطبيقها، ولمدة أسبوع بدأت أشعر براحة.

فأنا أريد استخدام هذا العلاج، ولكن بجانب علاج دوائي مناسب أستمر عليه لفترة كبيرة حتى أتيقن تماما من الشفاء -بإذن الله تعالى-, لذلك أرجو من حضرتك نصحي وإرشادي بخصوص:

أولا: العلاج السلوكي المعرفي بجانب العلاج الدوائي ومدى فعاليته.
ثانيا: أن تصف لي علاجا دوائيا مناسبا أستمر عليه مدة كبيرة أو بما تراه مناسبا لي, وأرجو أن توضح لي التدريج في الدواء كما تفضلتم في هذا الاستشارة والتي هي برقم: (295078).

بارك الله فيكم، وأحسن الله اليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الاضطرابات النفسية –خاصة اضطرابات القلق– مثل: الوسواس القهري، والقلق، والاكتئاب قد تمتد لفترة من الوقت، وتحتاج لفترة لعلاجها حتى تزول بعض الأعراض أو معظمها، ولذلك أنصح دائما المرضى بالصبر على العلاج. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: ننصح بالصبر على الطبيب أيضا، ويستحسن دائما أن يراجع الشخص مع طبيب واحد، فالمتابعة مهمة جدا في هذه الاضطرابات النفسية، والطبيب الواحد بعد المتابعة المستمرة يستطيع أن يفهم الشخص، ويستطيع أن يتابع تطورات المرض المختلفة، ولكن طبعا جزء من المرض نفسه –القلق والاكتئاب– قد يجعل بعض المرضى يغيرون الطبيب ويذهبون إلى آخر في وقت ليس بالكثير، وهذا قد يكون عائقا في سبيل العلاج.

الشيء الآخر: العلاج النفسي مهم جدا في هذه الاضطرابات التي ذكرتها، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، فالعلاج السلوكي المعرفي أصبح يلعب دورا كبيرا في علاج الوسواس القهري، وفي علاج القلق، وفي علاج الاكتئاب، وتطور تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وأصبح كثير من المعالجين النفسيين والأطباء النفسيين لهم دراية واسعة بهذا النوع من العلاج، فهو له مهارات محددة وطرق معينة، حيث يقوم المعالج النفسي بتوجيه المريض لاتباع سلوكيات معينة ومحددة وتدريبه عليها، حتى تخف أو تزول معظم الأعراض التي يعاني منها.

الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي أثبت في كثير من الدراسات أنه أفضل من أن يكون بالعلاج السلوكي المعرفي وحده، أو العلاج الدوائي وحده.

هناك عدة أدوية تنتمي إلى مجموعة الـ (SSRIS)، وهي مفيدة للوسواس القهري وللقلق وللاكتئاب، ولكن هناك دواءان أفضل من غيرهما، دواء الـ (لسترال) والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت)، ويعرف علميا باسم (سيرترالين)، خمسين مليجراما، نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما– لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج على الأقل لشهر ونصف إلى شهرين حتى نحكم عليه، وهل أثر على الأعراض أم لا؟

لا ينبغي أن نقول أنه غير مفيد قبل مرور شهرين، ويمكن بعد ذلك إذا كانت الفائدة غير كاملة أو جزئية زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما أو حتى مائة مليجرام، ويجب عند التحسن عليه الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر إلى تسعة أشهر، ثم يخفض بالتدريج ربع الجرعة كل أسبوع.

والدواء الآخر هو (زيروكسات)، والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) عشرين مليجراما، أيضا نبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة، وينطبق عليه نفس الأمور التي قلتها في دواء السيرترالين، من أنه يحتاج إلى وقت حتى نحكم عليه.

ويمكن زيادة الجرعة بعد مرور شهر أو شهرين إلى ثلاثين مليجراما، ثم أربعين مليجراما، وأيضا يستمر تناوله من ستة إلى تسعة أشهر، والتوقف عنه يكون بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات