القلق والخوف والتوتر سبب تراجعي في الدراسة، هل من دواء يقضي عليهم؟

0 222

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 18 سنة، أشعر بتوتر وقلق شديد، حيث لا أستطيع النوم ليلا، ولا المذاكرة، وأنام نهارا أكثر من 7 ساعات وكأني لم أنم، وهذه المشكلة تربك حياتي؛ لأني طالب ثانوية عامة، فتبعدني عن الدراسة، فأشعر بإحباط شديد، فقد كنت الأول في دراستي، والآن تراجعت كثيرا، حتى أستاذي لاحظ خوفي من حل المسائل الرياضية، علما أنني أعرف الأجوبة، ولكني أخاف من حلها.

أشعر بطاقة غريبة في جسمي تنبعث من صدري إلى أنحاء جسمي أثناء الليل، تشعرني بنشاط، وتجعلني نصف نائم ونصف مستيقظ، ولم أراجع أي طبيب؛ لأسباب خاصة.

هل من علاج لا يسبب الإدمان لحل مشكلة التوتر والقلق والخوف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل سنك تحتاج على الأقل لثماني ساعات من النوم يوميا، والنوم مفيد للجسم ومفيد للصحة النفسية، ويجب أن يكون هذا النوم في الليل، أثبتت كل الدراسات أن النوم المفيد للجسم هو النوم في الليل، بل بعض الناس يقولون أن ساعة من النوم ليلا تساوي ساعات من النوم نهارا، وثلاث ساعات في النهار تساوي ساعة في الليل.

إذا النوم المفيد للجسم والمفيد للصحة النفسية هو ثماني ساعات في الليل.

يجب معرفة لماذا لا تنام في الليل وتنام في النهار؟ لأن هذا قد يكون سببا في إحساسك بأنك لا تأخذ قسطا كافيا من النوم، قد يكون هناك مشكلة في إفراز المليتونين عندك؛ لأنه وجد أن هذه المادة (مليتونين) تفرز في الليل، وهي التي تؤدي إلى ينام الإنسان ليلا.

بعض الناس تفرز عندهم هذه المادة بالنهار، ولذلك ينامون بالنهار، وقد يكون أنت منهم، ويتم ذلك بفحص مادة المليتونين ليلا، ووجد أن تركيزها قليلا، وفي الصباح الباكر أو بالنهار تركيزها كثيرا، في هذه الحالة يكون العلاج بتوجيه إضاءة شديدة إلى الإنسان لتقليل إفراز مادة المليتونين بالنهار، لأن هذه المادة مرتبطة بالظلام، الظلام يؤدي إلى إفراز مادة المليتونين، ومادة المليتونين تؤدي إلى النوم. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يمكنك أيضا تنظيم النوم، مهما حصل من نشاط زائد في الليل فيجب ألا تستسلم للنوم في النهار، امنع نفسك من النوم في النهار لعدة أيام، سوف تشعر بتعب وإرهاق ولكن بعدها سيتم تنظيم النوم عندك ويتم النوم بالليل.

الشيء الآخر: حاول الاسترخاء بقدر المستطاع في الليل، وحاول تجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة عصرا، وحاول ألا تأكل وجبات دسمة في الليل، وحاول ألا تجري تمارين رياضية شديدة في الليل، وحاول ألا تحمل هموم اليوم معك إلى الفراش وإلى سريرك، وإذا كل هذه الأشياء لم تكن كافية، أو لا تستطيع أن تقوم بها، فيمكنك تناول دواء ميرتازبين، 15 مليجرام، نصف حبة ليلا – أي 7.5 مليجرام – فهو يساعد على النوم، ولا يؤدي إلى الإدمان، ويمكن أن تستمر في تناوله لشهر أو لشهرين حتى يحصل انتظام في النوم، وبعدها يمكن التوقف عنه دون الحاجة إلى تدرج في التوقف.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات