توفي أحد العاملين معي فجأة فأصابني الخوف والوسواس!

0 208

السؤال

السلام وعليكم

أنا بعمر 31 عاما، توفي منذ عام أحد العاملين معي، وهو أكبر سنا، توفي فجأة، وقد أصابني الخوف والإعياء، فذهبت إلى أطباء كثيرين، فقالوا: لا يوجد عندي شيء -والحمد لله-، وعرفت أن الشيطان يوسوس لي كثيرا بأني سأموت كموتة صديقي، وعندئذ أشعر بالتعب في جسدي، وكلما أعمل عملا من الصالحات سواء صدقة أو مساعدة مريض يوسوس لي الشيطان فأستعيذ بالله فترتاح نفسي، ثم يعود مرة أخرى ويوسوس لي وهكذا.

يقول الشيطان إن فعلت هذا العمل الصالح ستموت أو يقول: ماذا تعمل؟! فقد عمل من قبلك فلان ومات! وأنا أخاف من الله ثم أخاف من الموت، وأتشاءم، وفي بعض الأحيان لا أفعل العمل الصالح، وهكذا دائما.

علما أني في العبادة أو الصلاة أو الذكر أو الصلاة على سيدنا محمد لا يأتيني الوسواس -والحمد لله-، وحين أسمع خطب الشيخ عمر عبد الكافي والشيخ محمد متولي الشعراوي أشعر وكأن نفسي فيها غليان الماء، ثم تهدأ نفسي، ولا يأتيني الوسواس.

أرجو منكم المساعدة لوصف العلاج، والأهم كيفية تنفيذ هذا البرنامج أو العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي بك – يا أخي الكريم – هو قلق المخاوف الوسواسي، والصورة التي رسمتها لنا واضحة جدا، وكانت نقطة الإثارة هي وفاة هذا العامل معكم، نسأل الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ما قدم وما أخر، وفي الأصل لديك قابلية لقلق المخاوف وكذلك الوساوس، وربما تكون هنالك نوع من التفسيرات أو التأويلات الخاطئة التي تؤثر عليك فيما يتعلق بقضية الموت.

أخي الكريم: فقط من أجل التذكرة، الموت أمر محسوم، الآجال محتومة ومكتوبة، {لكل أجل كتاب}، {كل نفس ذائقة الموت}، {كل من عليها فان*ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.

لا شيء يقدم أو يؤخر في عمر الإنسان – أخي الكريم – لا الخوف من الموت، ولا الطمأنينة منه، والموت – يا أخي – يجب أن نخاف منه خوفا شرعيا، لكن لا نخاف منه خوفا مرضيا، (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها) لماذا؟ لأنها تذكر بالموت وبالآخرة والحساب والجزاء، ورحمة الله واسعة جدا.

ابن هذه المفاهيم، ولا تدع مجالا لهذه الأفكار المشوهة والمشوشة، املأ فراغك بصورة صحيحة، ابدأ حياة فيها فعاليات، حياة مليئة بالأنشطة، مليئة بالحيوية، مليئة بما ينفع الناس وبما ينفعك، هذا – يا أخي الكريم – يعمل إزاحة تامة لقلق المخاوف.

أمر آخر: أن تمارس الرياضة كما أنصح الناس دائما بذلك؛ لأن الرياضة أثبتت فعاليتها، وأنت محتاج – أخي الكريم – أيضا لنوع من الأنشطة الجماعية، الصلاة مع الجماعة فيها خير كثير لك، وكذلك الرياضة الجماعية، والمشاركات الثقافية والاجتماعية ومشاركة الناس في مناسباتهم، هذا كله يؤدي إلى بناء نفسي إيجابي صحيح.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأخي الكريم: أي من الأدوية المضادة لقلق المخاوف سوف تفيدك، هي كثيرة جدا، يأتي على رأسها الـ (لسترال) ثم الـ (سبرالكس) ثم الـ (زيروكسات) وحتى الـ (فافرين) يفيد، وكذلك الـ (بروزاك).

ربما يكون الـ (مودابكس) والذي يعرف تجاريا علميا باسم (سيرترالين) وهو الـ (لسترال) تجاريا وكذلك يسمى (زولفت)، والمودابكس منتج مصري، وهو جيد، وسعره أرخص من بقية المنتجات.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك انتقل للجرعة العلاجية، وهي أن تتناول حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة النافعة، ربما يؤدي قليلا إلى زيادة في الشهية نحو الطعام، وبالنسبة للمتزوجين قد يؤخر القذف المنوي قليلا عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على الصحة الإنجابية أو الذكورية لدى الرجل.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات