أعاني من ضيق في التنفس وتعب يجعلني أتناول الأدوية دائماً

0 113

السؤال

السلام عليكم

لم أستشركم منذ فترة طويلة، أنا منتظم على علاجي، وهو نصف قرص سيبرا برو، وقرص دوجماتيل، وأحيانا في الليل، ونومي بالنهار كثير، فأنا أنام أحيانا الساعة 9 صباحا، ويأتيني أحيانا ضيق تنفس شديد، فيذهب النوم، وأحس أني سأفقد الوعي من شدته، وأحس بجسدي يرتعد، وأحس بتحركات في جسدي، وكأنها تشنجات، وألم في صدري شديد من صعوبة التنفس.

أنا مقلع عن التدخين منذ 11 – 2015م، كثيرا ما أستيقظ من النوم ودقات قلبى سريعة، وهالات سوداء شديدة، ومنظري يؤلمني كثيرا، وكأني مدمن مخدرات!

هل هذا أمر طبيعي؟ وهل سأعيش على الدواء طول عمري؟ أنا أشتكي كثيرا من القولون، وإن لم آخذ قرص دوجماتيل في المساء أحس بالتعب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: الرزمة أو السلة العلاجية الصحيحة تتكون من العلاج الدوائي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج النفسي، والعلاج الإسلامي.

هذه الأربعة هي المكونات الرئيسية للعلاج النفسي لأي علة، مع تفاوت في أهميتها، فبعض الناس قد تكون الأدوية هي الأهم، وبعضهم قد يكون العلاج الاجتماعي هو الأهم، وبعضهم قد يكون العلاج السلوكي هو المطلوب أكثر، أما العلاج الإسلامي فهو مطلوب في جميع الحالات.

الإشكالية – أخي الكريم – تأتي أن بعض الناس يميلون إلى منهجية واحدة، تجدهم مثلا يعتمدون على الدواء، ونحن ننصح دائما ونقول لهم: عليكم بالرياضة، وعليكم بتنظيم أوقاتكم، عليكم بالنوم الليلي، عليكم بالتنظيم الغذائي، عليكم بالتواصل الاجتماعي، عليكم بالاجتهاد في أعمالكم، وفي عباداتكم، وبالرغم من ذلك الكثير من الناس لا ينفذون ذلك للأسف.

هذه المقدمة أنا أعتقد أنها ضرورية لأنها تناسب إشكاليتك، أنا لا أتهمك – أخي الكريم – بالقصور في أي شيء، لكن قطعا أقول لك أنك يجب أن تكون صارما مع ذاتك، وتتجنب النوم النهاري، وتنام النوم الليلي، النوم الليلي من خلاله تفرز المواد الكيميائية المطلوبة لتسيير حركة الدماغ وترميم خلاياها. يجب أن نكون علميين في منهجنا.

أيها الفاضل الكريم: احرص على النوم الليلي، ومهما حدثت نفسك أن تنام نهارا لا تنام أبدا، على العكس في النهار اخرج، اقرأ، مارس الرياضة، استثمر وقتك، استمتع به، واجعل الليل للنوم. هذه أعتقد أنها سوف تكون متغير إيجابي في حياتك إذا التزمت به.

الرياضة، الرياضة – أخي الفاضل – علاج أساسي كما نذكر دائما، تنظيم الوقت أيضا مهم، ومهم جدا، أن تكون لك أهداف، هذا يمتص الطاقات النفسية السلبية ويحولها إلى طاقات إيجابية.

آلام القولون هذه – أيها الفاضل الكريم – ناتجة من القلق في معظم الأحيان، فلا تقلق، لماذا تقلق؟ أو اجعل قلقك قلقا إيجابيا، قلق يحسن الدافعية، يحسن الإنتاجية، يجعلك شخصا مفيدا لنفسك ولغيرك. فيا أخي الكريم: هذه هي الأسس التي أنصحك بها.

الدواء ليس من الضروري أن تتناوله طول حياتك أبدا، البديل الرئيسي للدواء هو العلاج الاجتماعي والعلاج السلوكي الذي تحدثت عنه والعلاج الإسلامي، هذه قطعا سوف تكون بديلا للدواء، وفي ذات الوقت تمنع الانتكاسات إن شاء الله تعالى.

استمر في هذه الفترة على الدواء لفترة ستة أشهر مثلا، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيضه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات