تعطلت أمور حياتي بسبب رغبتي الشديدة في النوم

0 192

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري 30 سنة، موظف متزوج وأب لطفلين، أعاني من تضخم بسيط في عضلة القلب منذ 6 سنوات، وأستخدم دواء كونكور 2،5.

أعاني من صعوبة في نوم الليل، وكسل شديد، وعدم نشاط، منذ 8 سنوات، واستمرت 4 سنوات، وكنت مؤمنا أنها عين، أو حسد، وكنت أتعالج بالقرآن، وكان هناك تحسن، ولكن ليس بالتحسن المطلوب.

فجعت في أخي ووالدتي لإصابتهم بمرض، وبسبب القلق عليهم أصبحت أشعر بخوف دخل بطني، ونسيان، وتطور الموضوع حتى أصبحت مقصرا في عملي، أشار علي أخي بالدواء النفسي، علما بأن أبي وأمي وأختي يستخدمون الأدوية النفسية منذ سنين.

صرف لي الطبيب النفسي حبة سبرالكس يوميا، ولم أتحسن، فرفع الجرعة إلى حبتين، أي 20، فتحسنت من ناحية الخوف، ولكن ما زالت كثرة النوم تسبب لي إزعاجا، وأصبحت أشعر باللامبالاة، وبعد سنة قررت تغيير الدواء.

شرحت مشكلتي للطبيب، فقرر صرف دواء لسترال 50 حبة، ثم رفع الجرعة إلى حبتين أي 100، وبعد ستة أشهر تحسنت بنسبة 70%، ثم استبدل الطبيب اللسترال بدواء البروزاك حبة 20، وحبة لسترال 50، تحسنت حالتي، أصبحت أفكر بهدوء، وذهبت الوساوس، ولكن ما زلت أشعر بالرغبة الشديدة في النوم، وبدأت زوجتي تنزعج من وضعي، وبدأت أتهرب من مقابلة أصدقائي، ولا أستطيع السيطرة على رغبتي.

عملت تحليل الغدة وفيتامين دال، وكانت النتائج سليمة، فقررت من تلقاء نفسي تغيير الدواء إلى حبتين بروزاك، ولكن بعد شهر صارت حالتي أسوأ، من ناحية عملي وبيتي، ومنذ أسبوع رجعت إلى استعمال حبة لسترال وحبة بروزاك، ولست راضيا عن نسبة التحسن، حيث أشعر بالنوم، وذبذبة في النشاط البدني والتركيز، ورعشة في كل الجسم، ومشاكل في القولون العصبي.

علما أني أصبح نشيطا عند تناول الأكل الصحي والسلطات، ولكن أجد صعوبة في الاستمرار، وفي حال استخدام دواء دوغماتيل أشعر بتحسن في النوم والنشاط، ولكن الطبيب نصحني بحبة عند اللزوم، ولا أستطيع تغيير الجرعة من نفسي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: إن شاء الله الصعوبات التي تواجهها أبسط مما تتصور، ومشكلة القلب -إن شاء الله- بسيطة أيضا، وكل المطلوب هو متابعتها.

نصيحة بسيطة جدا أبدأ بها، وهي: أن تكون أكثر تفاؤلا، وأريدك أن تدرك أنك أفضل مما تتصور. أخي الكريم: هذا ما لاحظته من خلال رسالتك، تفعيل الوسائل السلوكية مهم جدا، فيكمل -إن شاء الله تعالى- الوصفة العلاجية من الناحية السلوكية وكذلك الدوائية.

بالنسبة للنوم - أخي الكريم - أعتقد أنك تحتاج لرياضة المشي، رياضة المشي بمعدل ساعة يوميا في وقت غير متأخر من الليل سوف تنظم نومك تماما، وسوف تبعد عنك هذا التكاسل، وأعتقد أن تناول كوب مركز من القهوة في الصباح أيضا مطلوب في حالتك، سوف يعطيك طاقات جيدة جدا.

العلاج الدوائي: ما قرره طبيبك هو الأفضل -فجزاه الله خير الجزاء-، كبسولة من البروزاك وحبة من اللسترال وتناول الدوجماتيل عند اللزوم، ليس من الضروري أن تتناوله دائما، فإذا الناحية الدوائية سليمة، بقي فقط أن تمارس الرياضة وأن تتجنب النوم النهاري مهما كانت الظروف، وتثبيت وقت النوم ليلا سوف يجعل ساعتك البيولوجية أكثر انتظاما أخي الكريم.

في بعض الأحيان حين يكون النوم شديدا دون سبب واضح له، نعطي جرعة بسيطة من هرمون الغدة الدرقية، حتى وإن كان مستوى إفرازها صحيحا، جرعة خمسة وعشرين ميكروجرام يوميا تساعد في تجديد الطاقات الجسدية وتقليل النوم، لكن لا أريدك أن تخطو هذه الخطوة أبدا في الوقت الحاضر، لأن الرياضة والقهوة قد تكون كافية جدا لتجديد طاقاتك، مع الحرص على تثبيت وقت النوم ليلا، وهناك من أفادني أن الحرص على أذكار النوم جعلته يتجنب النوم النهاري، ويحس أن طاقاته قد تجددت بعد أن كان التكاسل مهيمنا عليه.

التركيز - أخي الكريم - يأتي أيضا من النوم الليلي، لأن خلايا الدماغ يتم ترميمها ليلا، القراءة والإطلاع - خاصة تلاوة القرآن - تحسن التركيز. التعبير عن الذات وعدم الكتمان - أخي الكريم - يزيل الاحتقانات النفسية التي قد تسبب القلق والتوتر.

أريدك أيضا أن تفكر في المستقبل بإيجابية، وأن تضع خطة أو خارطة تدير من خلالها وقتك لتحقق أهدافك الآنية وأهدافك بعيدة المدى وأهدافك متوسطة المدى.

الاهتمام بالغذاء الصحي قطعا فيه فائدة كبيرة جدا، والفحص الدوري مع طبيبك أيضا مهم، مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات