أعاني من سرعة ضربات القلب وإحساس بالإغماء، ما الحل؟

0 118

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 30 سنة، متزوج، وفي حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل لأخرج مما أنا فيه؟ لا أعرف إن كان ما أعانيه قلقا أم مرضا عضويا؟!

لقد أصبحت لا أعرف للحياة طعما، سرعة في ضربات القلب وإحساس بالإغماء بمجرد أن أنفعل، أو أدخل في نقاش حاد مع شخص، أو أخاف، ضيق وسرعة في التنفس وإحساس بالموت في كل لحظة، مبالغة في أعراض جسدية مختلفة، أي بمجرد أن أشعر بشيء ما، كتنميل أو صعوبة في البلع أو غثيان أو ضعف في يدي اليسرى؛ أهرع إلى الشبكة العنكبوتية التي صارت جزءا من حياتي اليومية، فلا يمر علي يوم لا وأقرأ فيه عن مرض أظنني مصابا به.

عملت تخطيطا للقلب وأشعة للصدر، وإيكو وفحص جهد وتحاليل دم وغدة درقية، وكل شيء سليم والحمد الله، قلق طول الوقت وتفكير سلبي وسوداوي، لا أستطيع أن أغيره مهما حاولت، مع وساوس في العقيدة وفي ذات الله، و كل هذا يتعبني ولا أعرف ما الحل؟!

علما أني رفضت أخذ الزاناكس الذي وصفه لي الطبيب بعد أن قرأت مخاطره.

أرجوكم أنا ضائع، ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: أنت تعاني من قلق وتوتر، والأعراض التي تشتكي منها هي أعراض جسدية للقلق النفسي، ولذلك تكون الفحوصات كلها طبيعية.

القلق اضطراب نفسي وليس اضطرابا جسديا، وتعاني أيضا من وسواس المرض والخوف منه، وطبعا أيضا تعاني من بعض الأعراض الوسواسية، وهذا كله اضطرابات نفسية وليست عضوية، وكل الفحوصات عادة تكون سليمة.

إذا ما تعاني منه - يا أخي الكريم - هي أعراض نفسية وليست بأعراض مرض عضوي، والشيء المهم هو أن تتوقف عن البحث في الشبكة العنكبوتية عن الأعراض، ومحاولة إيجاد تفسير لها، تفسير لمرض عضوي، وهذا يزيدك قلقا وتوترا، يجب التوقف عن هذا، لأنه اضطراب قلق وتوتر نفسي.

عليك بالتوقف عن الذهاب إلى الأطباء والتردد عليهم، لأن هذا أيضا يزيد من تلك الحالة، ولا يخفف منها، وأقصد أطباء الباطنية، أنت تحتاج إلى المتابعة مع طبيب نفسي، والزاناكس علاج مهدئ للقلق وللتوتر، ومن حقك أن تناقش العلاج مع الطبيب وتذكر له أنك لا تحبذ هذا النوع من العلاج، الزاناكس عادة يعطى لفترة قصيرة، لأنه قد يسبب الإدمان، وأحسب أنك قرأت ذلك عنه، ولكن هناك أدوية كثيرة يمكن أن تعطى للتوتر والقلق والوسواس والاكتئاب في نفس الوقت ولا تسبب إدمانا، وأعراضها الجانبية قليلة.

كما أنه أيضا هناك علاجات نفسية غير دوائية، مثل العلاج السلوكي المعرفي للوسواس، والعلاج بالاسترخاء للقلق وللتوتر.

إذا ما عليك - يا أخي الكريم - إلا المواصلة مع الطبيب النفسي، والتفاهم والتفكر معه حول الخطة العلاجية وما تميل إليه أنت وما ترغب فيه، وأنا على ثقة في أنه سوف يقوم بالواجب، لأن هذا من أبجديات الطب النفسي أنه يجب مناقشة المريض في الخطة العلاجية، ويجب أن يكون العلاج بالتوافق بين المعالج والمريض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات