أعاني من مشاكل نفسية ومشاكل بالجهاز الهضمي، فما العلاج الصحيح؟

0 221

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

كنت أعاني منذ كان عمري 17 سنة من حالة اكتئاب وقلة نوم وعصبية ونوبة هلع لفترات متكررة كل سنة، ومشاكل الهضم من انتفاخات وعسر هضم وغثيان وإسهال يعقبه إمساك.

زرت الكثير من الأطباء، وعملت منظارا للمعدة وللقولون وتحاليل الغدة الدرقية، وكلهم اتفقوا أنها حالة نفسية، ووصفوا لي أدوية، مثل: كاربوسيلان وتريبيتين وسباسفون، وأدوية التوتر والاكتئاب، مثل: ليوكسيميل وألبراز ودوغماتيل وسولبيدال وغيرها.

لفترات متفرقة لم ألتزم بعلاج مستمر طيلة 10 سنوات، وبعدما ساءت حالتي النفسية، لدرجة أن الأفكار الانتحارية بدأت تراودني وتسيطر علي، حتى صرت أخاف من نفسي على نفسي وعلى أولادي، فقررت زيارة طبيب نفسي، الذي أكد لي أني أعاني من اكتئاب مزمن، ووصف لي فليوكسات، وهو من فئة الفليوكستين حبة صباحا، وألبراز حبتين في اليوم، وسولبيدال ثلاث حبات في اليوم.

بدأت حالتي تتحسن، وعدت لحياتي الطبيعية، ولكن كانت تأتيني كوابيس فظيعة، فأشار علي الطبيب بأن آخذ حبة من أطاراكس عند النوم، استمررت على هذا العلاج مدة ستة أشهر، وبعدها خفضت من ألبراز بالتدريج، حتى توقفت عن أخذه، وهكذا مع بقية الأدوية، ما عدا فليوكستين، قال لي: أنه علي أخذه مدى الحياة، وأطاراكس كلما شعرت بالأرق وقلة النوم.

استمررت عليه سنة ونصف، ثم أخفضت الجرعة من نفسي إلى حبة يوما بعد يوم من الفليوكستين، ولكن كلما تغير الجو أحس بعودة الأعراض، خاصة الهضمية منها، وحالة الخوف الشديد، مع برودة الأطراف والعرق، ثم الرغبة في الذهاب للحمام لمرات متكررة خلال اليوم، مع إعياء شديد.

هل علي العودة للعلاج من الأول؟ وبماذا تنصحونني؟ خاصة وأن أحد الأطباء قال: أن الكبد عندي سيتأثر بطول مدة العلاج، وقال: لا يوجد دواء اكتئاب مدى الحياة، فما رأيكم؟

وجزاكم الله خيرا، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزيزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: واضح أنك تعانين من أعراض اكتئاب وقلق وتوتر منذ فترة طويلة، وكما ذكرت تكرر بصورة مستمرة، وجزء كبير من أعراضك يتعلق بالجهاز الهضمي مثل الغثيان والانتفاخ وسوء الهضم، والفحوصات كانت كلها سليمة - كما ذكرت - وتطور هذا الاكتئاب، لأنك أهملت العلاج.

الشيء المعروف أن الاكتئاب حتى بعد علاجه قد يعود ويتكرر، إما لطبيعة المرض نفسه، أو يتعرض الشخص لأحداث ما في حياته تؤدي إلى عودة المرض مرة أخرى، وأحيانا هناك بعض الناس عندهم سمات في شخصياتهم تجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب، خاصة إذا كانوا لا يستطيعون التأقلم أو التواؤم مع ظروف معينة في الحياة، وهذا يجعلهم يحسون بالاكتئاب.

المهم طالما تحسنت على هذه الأدوية عند عودة الأعراض يمكنك الرجوع إليها، وعند ذهاب الأعراض يمكنك الاستمرار في الفلوكستين لوحده، فهو دواء فعال وآثاره الجانبية قليلة.

ليس لدي معلومات واضحة عن أن الاستمرار في الفلوكستين يسبب مشاكل في الكبد على الإطلاق.

وسؤلك: هل الاكتئاب يكون مدى الحياة أم لا؟ هذا سؤال من الصعوبة الإجابة عليه، ومن الصعوبة التنبؤ بما يحدث، ولكن إذا كان في التاريخ المرضي أن الاكتئاب كان مستمرا لفترة طويلة، أو أن الإنسان عندما يتحسن ينتكس بسرعة، فإنه أحيانا قد يلجأ إلى النصح بالاستمرار في الدواء، وطبعا كلمة مدى الحياة أحيانا تقال بقوة لكي لا يقلع المريض عن الدواء، ولكن المهم هو يجب الاستمرار في الدواء، والمتابعة اللصيقة، وإذا انقطعت الأعراض لعدة سنوات وعاش الشخص حياة طبيعية فقد يحاول الطبيب مرة أخرى بتخفيض العلاج، وهذا ما حصل معك، إذ صرت تأخذين الفلوكستين يوما بعد يوم، وأحيانا قد يقوم بمحاولة أخرى لوقف العلاج.

الشيء الآخر: العلاج النفسي مهم، العلاج النفسي مفيد جدا في المساعدة على التخلص من الاكتئاب والأعراض التي يعاني منها الشخص، وأيضا يساعد في التقليل من استعمال الدواء، أو حتى التخلص منه في فترة ما.

فإذا نعم استمري في العلاج الدوائي طالما ساعدك، وطالما أن الاكتئاب يتكرر، ولكن اطلبي من الطبيب أن يضعك أيضا في خطة للعلاج النفسي مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات