أعاني من اضطراب الأنية، فما العلاج؟

0 246

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 28عاما، أعاني من اضطراب الأنية منذ ما يقارب 11 عاما، حيث كنت في الثاني الثانوي عندما أحسست بدوخة غريبة، وبعدها تغيرت مشاعري واختلف إحساسي بالدنيا كلها، ولم أعلم ما أصابني في وقتها، وجاءتني نوبات هلع، وبعدها تأقلمت مع الحال بدون علاج، حيث إني لم أذهب لأي طبيب، ولم أعلم أن ذلك أصلا كان مرضا.

وبعد ذلك بسنتين أصبت باكتئاب شديد نتيجة الدراسة في الشهادة الثانوية، وساءت الحالة لدرجة انخفاض الضغط المستمر، وأشعر أنني وكأنني في إغماء، ولا أعلم الليل من النهار، ونتيجة اضطراب نبضات القلب وقتها ذهبت لطبيب قلبية ووصف لي سيرترالين 25 مغ مرتين يوميا، وتحسنت عليه لدرجة كبيرة، لكن أعراض الأنية بقيت مستمرة، وخلال فترة طويلة خفت أعراض الاضطراب حتى قاربت على الاختفاء.

لكن منذ حوالي 5 أشهر عانيت من تعب ووهن ودوخة وبعض الهلاوس، خصوصا أثناء النوم، فقمت بإجراء تحاليل وكانت النتيجة سليمة، إلا من ارتفاع نسبة الحديد، وكانت 185، وارتفاع الكولسترول بنسبة بسيطة.

وبعد ذلك ونتيجة ازدياد الأعراض أخذت لعدة أيام دواء سولبريد، لكن لم أتحسن عليه، بالعكس أحسست بمشاعر مزعجة فتركته، وأخذت السرترالين مرة أخرى، لكن بعيار 25 مغ يوميا، ولمدة أربعة أشهر وتحسنت عليه من ناحية الاكتئاب، لكن من فترة لأخرى أحس بنوع من الانتكاس.

السؤال: هل الدواء كاف ومناسب لحالتي؟ وكيف التعامل مع اضطراب الأنية؟ علما أنني أجريت تخطيطا للدماغ، وكانت النتيجة سليمة ولله الحمد.

جزيتم خيرا، وأسأل الله الشفاء لي ولجميع مرضى المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطرابات الأنية أو عرض الأنية هو أن يحس الشخص بأن إحساسه متوقف أو متغير، أو لا يستطيع أن يدرك أحاسيسه، ويشعر كأنه ينظر إلى نفسه من الخارج، وتتغير الأشياء أو الأشخاص حوله، أي تتغير أحاسيسه ويتغير إحساسه للذين من حوله.

عرض الأنية قد يكون جزءا من القلق النفسي، ولكنه إذا كان غير مصاحب بأي أعراض أخرى ويتكرر هنا يسمى هذا بـ (اضطراب الأنية). إذا عرض الأنية قد يكون جزءا من اضطراب القلق العام، وقد يكون اضطرابا في نفسه لو كان غير مصاحب بأعراض أخرى.

في حالتك أرى أنه كان مصاحبا بأعراض أخرى مثل الهلع - كما ذكرت - والاكتئاب، وأعراض جسدية للقلق والتوتر مثل زيادة ضربات القلب. إذا هنا عرض الأنية جزء من المشكلة التي تعاني منها، وليس اضطراب الأنية في حد ذاته، وهذا مهم في العلاج. إذا كان عرض الأنية جزءا من القلق - كما ذكرت - فإنه يجب معالجة القلق، وإن شاء الله عرض الأنية بالتالي يذهب ويزول.

أما اضطراب الأنية دون وجود قلق فلا علاج له للأسف، ويجب على صاحبه أن يتجاهله فقط، ويتأقلم ويتواءم ويتكيف ويعيش حياة طبيعية، وبمرور الوقت سوف يتلاشى ويزول هذا العرض.

السيرترالين طالما تحسنت عليه في البداية، والآن تحصلت عليه، ولكن ما زالت هناك بعض الأعراض فيمكن زيادة جرعة السيرترالين. جرعة السيرترالين عادة تبدأ من خمسة وعشرين مليجراما، ويمكن أن يتناول الإنسان مائة مليجراما، على حسب الاستجابة للأعراض، وعلى حسب وجود أعراض جانبية أم لا، طالما أنه لا توجد هناك أعراض جانبية - خاصة آلام المعدة والغثيان - فيمكن زيادة الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما، وبعد أسبوعين آخرين يتم رفع الجرعة إلى مائة مليجراما، ويمكن تقسيم هذه الجرعة إلى خمسين مليجراما صباحا وخمسين مليجراما مساء، حتى تزول كل الأعراض التي تعاني منها من قلق واكتئاب نفسي.

ولا تنسى - يا أخي الكريم - إذا كان هناك طريقة للتواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات نفسية، خاصة جلسات علاج سلوكي معرفي، فإنه يكون أكثر فائدة من تناول الدواء لوحده، إذ الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي المعرفي يكون أكثر فائدة عادة من العلاج الدوائي لوحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات