تنميل في الرأس والوجه عند الإجهاد، فلماذا يحدث ذلك؟

0 104

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 26 سنة، و لا أعاني من أية أمراض، ولدت حديثا، وعمر طفلتي 4 شهور الآن، منذ وقت الولادة وأنا في حالة إجهاد مستمرة، ليس لدي من يساعدني.

منذ شهرين كنت في جدال حاد، فشعرت بضغط وتنميل شديد في الرأس من الخلف والأذنين، وتنميل وشد في الوجه إلى الأسفل عند الخدين والذقن، ممتدا إلى الرقبة على شكل ضغط.

راجعت الطبيب، ففحص الأذن، وأخبرني بعدم وجود التهاب، وهذه الحالة تتكرر يوميا في الليل، عندما أكون مجهدة، أو عند التوتر، أو العصبية.

أعاني أيضا من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن بصورة متقطعة، وليست أعراضا قوية، وأريد أن أعرف سبب الحالة، هل من الطبيعي أن يسبب التعب والتوتر هذه الأعراض، أم أن لها سببا آخر، وماذا يجب أن أفعل حيالها؟  

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ظاهرة الشعور بالضغط والتنميل الشديد بالرأس من الخلف غالبا تكون ناتجة من انشداد عضلي، والانشداد العضلي يكون سببه غالبا القلق، وعضلة فروة الرأس هي عضلة كبيرة ممتدة إلى الرقبة وإلى الوجه، لذا أي تقلصات فيها يشعر بها الإنسان - كما تفضلت - كتنميل وشد بالوجه عند الخدين، ويمتد إلى الرقبة.

لديك شيء من عسر المزاج البسيط، الحمد لله لا أرى أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، لكن العسر المزاجي قطعا هو مزعج ولا شك في ذلك، وشعورك بالإجهاد الجسدي والنفسي هي علامة أن هنالك تعسر مزاجي حقيقي، أرجو أن تطمئني، هذه الحالات -إن شاء الله- بسيطة، يمكن تجاوزها من خلال العزيمة والتصميم والإصرار على أن يكون الإنسان إيجابيا في أفكاره ومشاعره وأفعاله، هذه هي نصيحتي الأساسية لك.

ومهم جدا أن تنامي نوما ليليا مريحا، أعرف أن العناية بالطفل ربما تأخذ شيئا من وقتك حتى في الليل، لكن حاولي أن ترتبي نفسك، وتكوني حريصة جدا على أن تنامي نوما صحيحا، ويجب أن يكون غذاؤك متوازنا، هذا مهم جدا.

أجري أيضا فحوصات، تأكدي من مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، ووظائف الغدة الدرقية، هذا فقط من أجل الاطمئنان، وإذا كان هنالك نقصا في أي مكون يسهل تعويضه.

ممارسة أي تمارين رياضية أعتقد سيكون مفيدا لك جدا، ومن وجهة نظري وحتى تكتمل الرزمة العلاجية الصحيحة: لا بأس من تناول أحد مضادات قلق المخاوف ومحسنات المزاج، عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريا باسم (زولفت)، ويسمى أيضا تجاريا (لسترال)، وربما تجدينه في كندا تحت مسمى آخر تجاري، من أفضل الأدوية، والحمد لله هو سليم حتى في أثناء الرضاعة -إذا كنت مرضعا- الجرعة المطلوبة في حالتك جرعة بسيطة جدا، خمسة وعشرين مليجراما ليلا، تتناولينها لمدة أربعة أيام، أي هذه نصف حبة كجرعة بداية، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، هذه جرعة بسيطة لدواء سليم، علما بأن الجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة أبدا.

وأنصحك - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تطبقي تمارين الاسترخاء أيضا، ونحن في إسلام ويب أعددنا استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فائدتها عظيمة بالنسبة لك.

عليك أيضا بالحرص على أذكار النوم، ومن المهم جدا أن تنامي في وضعية صحيحة، لأن النوم في وضعية خطأ يؤدي أيضا إلى انشداد في عضلات الوجه والرقبة والرأس، تجنبي الوسائد أو المخدات المرتفعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات