أعاني من الخوف والتأتأة عند مقابلة الجمهور

0 138

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة الخوف والتأتأة أثناء مقابلة الجمهور والحديث أمامهم، مما يتسبب لي بنسيان المعلومات وصعوبة تذكرها، والذي يسبب لي إحراجا أمام الناس، وخصوصا أني في مرحلة وظيفية حرجة تتطلب مني الإلقاء على الإدارات العليا في الشركة لنيل منصب أعلى.

المرجو الإفادة، ما هو العلاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أن لديك استعدادا للقلق وللمخاوف، وهذا واضح جدا من استشارتك السابقة.

التأتأة والخوف عند المواجهات علة منتشرة، وأنا أرى أن حالتك بسيطة، يجب ألا تجعلها هما، يجب أن تتجاهلها، وأن تكون أكثر ثقة في نفسك، وألا تراقب ذاتك حين أدائك، وهنالك نوع من التواصل الاجتماعي الجيد جدا الذي يقلل كثيرا من هذه المخاوف ومن التلعثم في الكلام.

أولا: ممارسة رياضة جماعية مع عدد من الأصدقاء أو الشباب، مثلا مثل كرة القدم، أو الجري، أو المشي، أو شيء من هذا، لأن الرياضة الجماعية يكون فيه تفاعل تلقائي جدا، دون أن يراقب الإنسان نفسه، وهذا وجد أنه أفضل وسيلة لعلاج الخوف والتأتأة.

الصلاة مع الجماعة خاصة في الصف الأول، هذا أيضا نوع من التعريض والمواجهة الطيبة جدا في محيط آمن، وهذا قطعا يقلل من الخوف.

التمارين الاسترخائية وجدت أنها مفيدة جدا. عدم الاحتقان وعدم الكتمان، وأن يعبر الإنسان عن نفسه أولا بأول. تطوير مهارة الملاقاة، بمعنى أنك حين تقابل الناس يجب أن تبدأ بالسلام، واعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة... هذه كلها محاسن عظيمة وعلاج طيب وسهل، فأرجو - يا أخي الكريم - أن تأخذ بهذا الذي ذكرته لك، ولا تقلل من قيمتك أبدا، اعطي نفسك حقها، أنت لست بأقل من الآخرين.

وانخراطك في عمل اجتماعي أو تطوعي أو دعوي أو الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، هذا أيضا يؤدي إلى صقل اجتماعي كبير، يطور المهارات ويقلل من الخوف والتوتر.

بقي أن أبشرك وأقول لك أن العلاج الدوائي يفيد كثيرا، عقار مثل الـ (زيروكسات) سيكون هو الأفضل في حالتك، ابدأ بتناوله، والزيروكسات CR هو الأحسن، تناول 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

ودعم الزيروكسات بعقار (إندرال) وهو أحد كوابح البيتا المهمة جدا للتحكم الفسيولوجي في الآثار التي تنتج من الخوف والقلق، مثل تسارع القلب والرعشة، هذا يختفي تماما مع الإندرال، الجرعة هي عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله. الإندرال لا يعطى للذين يعانون من مرض الربو، وإن كانت هذه الجرعات الصغيرة من الإندرال مسموح بها حتى مع مرض الربو، لكن وددت أن أنبه لحقيقة مهمة.

الزيروكسات دواء سليم، غير إدماني، وهو دواء رائع حقيقة، لكن يجب أن تتوقف عنه بصورة متدرجة جدا حسب ما ذكرنا؛ لأنه في حالة التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى آثار انسحابية تظهر في شكل قلق وتعرق وتوتر ورجفة.

الزيروكسات أيضا قد يفتح الشهية قليلا نحو الأكل لبعض الناس، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي قليلا عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر أبدا على الهرمونات الذكورية عند الرجل أو صحته الإنجابية.

أتمنى - أخي الكريم - أن نكون قد أفدناك بما يفيدك، وأسأل الله أن ينفعك به، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات