قلق وخوف وهلع وضيقة، ولا أعرف الأسباب، ساعدوني.

0 158

السؤال

السلام عليكم

قبل 6 سنوات أصبت بخنقة في الصدر مما سبب لي خوفا شديدا وقلقا وهلعا وتوترا، وفحصت وكانت النتيجة سليمة، وأعدت الفحص فتبين أن السكر مرتفع، علما بأني لا أعاني من مرض السكري، فازداد خوفي وقلقي.

اعتزلت الناس 6 سنوات، التفكير أتعبني، أعاني من أعراض المرض، والنتيجة تكون سليمة، والأعراض هي: غازات، شد في البطن مع حرارة، طنين في الأذن وحرارة، شد في الرأس من الأمام والخلف، أوجاع في عضلات الظهر والأكتاف، تفكير وقلق وتوتر وهلع.

هل أنا مريض نفسيا؟ أرجو الرد سريعا؛ لأني مقبل على دورة في شهر 2.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: كتمة الصدر هذه التي أصابتك قبل ست سنوات من الواضح أنها ناتجة من توتر في عضلات القفص الصدري، ناتجة من توتر نفسي، وهذه الظاهرة معروفة جدا.،هذا ليس مرضا عضويا، إنما هو مرض نحب أن نسميه (نفس جسدي) يعني أن القلق قد تسبب فيه.

فحوصاتك كانت سليمة، موضوع السكر -الحمد لله تعالى- اتضح أنه غير صحيح، ويجب أن تطمئن لذلك، الآن لديك أعراض نفسوجسدية واضحة، النقاط الستة التي ذكرتها من غازات وشد في البطن، وطنين في الأذن، وشد في الرأس، وأوجاع العضلات، وكثرة التفكير، والتوتر، والهل.

هذا دليل قاطع أنه لديك أصلا قلق نفسي، وهذا القلق النفسي أثر على بعض الأعضاء الجسدية، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات الجهاز الهضمي، وكذلك عضلات فروة الرأس، وعضلات أسفل الظهر والأكتاف، لذلك كثير من الناس القلقين يشتكون من آلام وانقباضات عضلية في هذه المناطق من الجسم. فأخي الكريم: أرجو أن تطمئن.

أنت لست مريضا نفسيا، أنت ذكرت أنك مقتنع أنك مريض نفسي، أنت لست مريضا نفسيا، هذه مجرد ظاهرة بسيطة، والتخلص منها يكون من خلال: أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتكون من الآتي:

أولا: أن يحرص الإنسان على أداء صلاته في وقتها ومع الجماعة، وأن يحرص على الدعاء، وأن يتلو القرآن بتدبر وتمعن، وأن يعامل الناس بخلق حسن. هذه من شرط من شروط الحياة الصحية السعيدة.

ثانيا: أن يكون الغذاء منظما بقدر المستطاع.
ثالثا: أن تنام نوما ليليا، بمعنى أن تتجنب النوم النهاري، وتحدد وقت النوم ليلا، بمعنى ألا يكون وقت النوم مذبذبا، مرة الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر، ومرة الساعة التاسعة أو العاشرة، أو أقل أو أكثر من ذلك، يجب أن تنام في وقت محدد معلوم عندك، وحينها تجد نفسك تلقائيا تحب الوقت الذي تنام فيه.

رابعا: أن تمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي، أو إجراء تمارين بسيطة في البيت.
خامسا: أن يكون لك صلات وشبكة اجتماعية جيدة ورصينة وفاعلة.

سادسا: أن تتعامل مع نفسك معاملة إيجابية، أن تثق فيها، أن تقدرها، وكذلك تتعامل مع الآخرين بنفس هذه الكيفية.
سابعا: بر الوالدين أمر عظيم، يكمل صحة الإنسان النفسية والجسدية، ولك -إن شاء الله تعالى- أجر عظيم، فمن بر والديه ويصل رحمه أنسأ له في أثره وبسط له في رزقه.

ثامنا: أن تكون لك أهداف في الحياة، ما هو هدفك؟ لا بد أن تسأل نفسك، الإنسان بدون أهداف لا قيمة له، والحياة بدون أهداف لا قيمة لها، فضع أهدافك: أهدافك الآن، أهدافك بعد ستة أشهر مثلا، أهدافك على المدى البعيد، واسع لتحقيقها، ودائما كن حريصا على أن تطور نفسك ومهاراتك ومقدراتك وعلمك واطلاعك، وشارك الناس في مناسباتهم.

هذه هي الحياة الجيدة والطيبة، و-إن شاء الله تعالى- تصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض التي تتحدث عنها.

حبذا – أخي الكريم سلطان – إذا راجعت طبيبك، طبيب الرعاية الصحية الأولية مثلا، طبيب المركز الصحي – مرة كل ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الطبية الروتينية العادية، حتى تكون مطمئنا على نفسك.

أرى سوف تستفيد كثيرا من أحد مضادات القلق، عقار مثل (جنبريد) وهو متوفر في المملكة، سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، تناوله بجرعة خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) يوميا في الصباح لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة صباحا لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناوله.

وهنالك أدوية كثيرة مضادة للقلق وللمخاوف، لكن الجنبريد هو أبسطها وأسلمها.
يمكنك أن تجري أي برنامج لتخفيض الوزن، هذا أيضا أمر مهم، وسوف يساعدك في صحتك الجسدية والنفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات