أعاني من صداع وأعراض أخرى أوصلتني لحالة الاكتئاب، فهل لحالتي علاج؟

0 142

السؤال

السلام عليكم

على مدار 3 سنوات عانيت من ألم في جنبي الأيمن، وتشخيصات الأطباء لم تكن حقيقة، وعندما شاء الله اكتشفوا سبب ذلك الألم قبل ما يقارب الشهرين، وكان السبب حصوة والتواء بالحالب، وأجريت منظارا، وبفضل الله زال الألم، وبعد ما يقارب الشهر أجهدت نفسي بأمور التنظيف، بسبب ظرف لدينا بالبيت.

بعد ذلك أحسست بنغزات شديدة جدا، خصوصا عندما أتنفس بعمق، ولا أدري ما مصدرها؟ أحس بأنها تخرج من تحت أضلاعي، ومن بطني، ومن معدتي وقلبي.

كذلك عندما أذهب إلى الحمام للتغوط، وعند التجشؤ، فإنه حال الضغط تزيد النغزات، وأشعر بأني سأموت، وهذه النغزات كانت تأتي لبضع ثوان أو دقائق وتزول، وبعد شرب المسكن تزول النغزات، وقد تقدم لخطبتي شاب، ولكني سأرفضه، لأني أشعر بالحرج من هذه النغزات.

ثم انتابني صداع لمدة أسبوع، وصاحبه دوار وغثيان، فخفت من أن يكون مرضا خطيرا بالرأس، لأني عندما ألمس مؤخرة رأسي أشعر بالألم، كما أني أعاني من غازات وألم بالجسم، فما سببها؟

قد قرأت بأن الأمراض النفسية قد تسبب أمراضا جسدية، وتسمى بالأمراض النفسوجسدية، فهل أنا أعاني من مرض نفسي؟

أعتذر عن الإطالة لأني لا أجد من أتحدث إليه، ولا من يهتم بي، كما أني أرجو بأن لا تصفوا لي أدوية ولا أن أذهب للأطباء وإجراء الفحوصات، لأني تعبت ويئست.

أتمنى أن أعود لطبيعتي، الفتاة النشيطة المتفائلة الاجتماعية، فقد تعبت من العزلة والاكتئاب والمسكنات ونظرات أمي الحزينة علي، أتمنى العودة للجامعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سن العشرين طبعا هو سن يكون فيه فوران عاطفي وصراعات نفسية كبيرة، إما عند البنين أو عند البنات، لأن هذا هو انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الاستقلالية عن الأسرة والعيش منفردا، لذلك تكثر فيه المشاكل النفسية، أو الفوران العاطفي، وقد يكون هذا هو السبب الذي تأخر به تشخيص الألم.

أنا لا أجد مبررا للأطباء، ولكنه قد يكون سببا، إلا أنه بفضل الله تم تشخيصك وعلاج الحصوة، وشفيت من هذا.

أما باقي الأعراض التي تشتكين منها:
فمما لا شك فيه هي أعراض هلع وتوتر وقلق، والقلق والتوتر يكون معهما أعراض نفسية وأعراض جسدية (بدنية): وخزات الصدر، ضيق أو صعوبة التنفس، الآلام المنتشرة في جميع أنحاء الجسم -الذي لا يركز في عضو معين أو في جانب معين من الجسم-، هذه كلها أعراض للتوتر وللقلق النفسي.

طبعا قد يكون هذا ناتج عن مشاكل حياتية، أو أحداث تمر بك، أو ناتج من شخصيتك، وهي في مرحلة النضوج والتكوين النهائي.

على أي حال –يا ابنتي– ذكرت في آخر استشارتك أنك لا تريدين العودة إلى الذكريات الأليمة، فإذا هناك صفحة تركتها وراء ظهرك، تطلعي للأمام، للأيام المشرقة -إن شاء الله- في حياتك، املئي وقت فراغك بممارسة الرياضة، وإن كانت تمارين منزلية، مارسي هواياتك، وإن شاء الله تتم الخطوبة وتتم مراسيم الزواج، وتهنئين بحياتك الزوجية.

تطلعي إلى ذلك اليوم، واجعلي لك صديقة أو صديقتين تبثين إليهما همومك، وتتحدثين معهما، فهذا أيضا يفيد، ولا تنسي –يا ابنتي العزيزة– الصلاة، بأن تحافظي على الصلوات الخمس، وليكن لك وردا من القرآن يوميا، تقرئين جزءا من القرآن يوميا، وأكثري من الدعاء، وحافظي على أذكار الصباح والمساء والأذكار عامة، فإن هذا يؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات