أعاني من هلاوس سمعية وبصرية، كيف أتخلص منها؟

0 216

السؤال

السلام عليكم

أعاني من هلاوس سمعية وبصرية، كنت أرى فتاة لكني لاحقا اكتشفت أن لا وجود لها، كنت أعتقد أني أعرف المستقبل عن طريق أمور سمعتها بالماضي، وعادت لي الذكريات كلها، كنت أعتقد أن جدي ساحر، وكنت أرى الناس يضحكون علي بكل مكان، وكنت أعاني من اكتئاب لدرجة العجز عن فعل شيء!

حاليا أستخدم دواء abilify (aripiprazole) 10mg، ودواء lamictal 50mg (lamotrigine، ودواء paxitab paroxetine) 20 mg )، وسابقا كنت أستخدم السبراليكس، ولا أذكر كم كانت الجرعة؟ لكن الدكتور استبدله ب(باكسيتاب)، وأريد أن أعرف ما هو مرضي بالتحديد؟ هل هو ثنائي القطب أو الفصام؟ وما هو النوع؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

طبعا يصعب علي إعطاء تشخيص من خلال المعلومات الواردة، فالتشخيص لا يتم إلا من خلال الفحص النفسي المباشر، هذا لا يعني أنني أريد أن أبخل عليك بأي معلومة، لا، الدقة في المعايير التشخيصية مطلوبة، وأيا كان تشخيصك أود أن أذكرك بشيء مهم جدا، وهو أن هذه المسميات ليست ضرورية، مسميات الفصام، ثنائي القطبية - وخلافه - لا أراها أمرا ضروريا، إنما هي فقط معايير لتحديد نوعية العلاج، والمهم في الأمر هو المتابعة وتناول العلاج حسب ما هو موصوف، وأن يطور الإنسان نفسه فيما يتعلق بمهاراته وبناء شخصيته، وأن يكون شخصا فاعلا.

هذه هي الأشياء المهمة، وأريدك أن تسيري على هذا النهج.

بالنسبة للهلاوس السمعية: تكثر في الأمراض النفسية، أمراض الفصام كثيرا ما يكون بها هلاوس سمعية، لكنها هلاوس ذات طابع خاص. الهلاوس البصرية أيضا نشاهدها لكن أقل من الهلاوس السمعية، وفي الأمراض ثنائي القطبية قل ما نشاهد الهلاوس.

قولك أنك كنت ترين فتاة لكنك اكتشفت أنه لا وجود لها: هذا قد يكون نوعا من الوسواس، ليس من الضروري أن تكون هلوسة بصرية. وقولك أنك كنت تعتقدين أنك تعرفين المستقبل عن طريق أمور سمعت بها في الماضي: هذه أيضا قد تكون فكرة وسواسية وليس من الضروري أبدا أن تكون ناتجة عن مرض كمرض الفصام أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

لا نحاول أن نخفف عليك، ولكن نحاول أن نجعلك تمتلكين معلومات بصورة أدق.

قولك أنك ترين الناس يضحكون عليك في كل مكان: هذا عرض مهم، هذه قد تكون أفكارا تلميحية، أو ما يسمى بالظنان التلميحي أو الضلالات التلميحية، وهذه نشاهدها في بعض الأحيان لدى مرضى الفصام، ونادرا ما نشاهدها عند مرضى ثنائي القطبية.

بالرغم من توضيحي لك أنني لست في موقع أعطيتك تشخيصا دقيقا، لكني أقول لك: أن الأدوية التي تتناولينها تعطى غالبا مع الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأرجع مرة أخرى وأقول لك - أيتها الفاضلة الكريمة -: المهم جدا هو التزامك بالمراجعة والمتابعة مع طبيبك، واتباع الإرشادات الطبية وتناول العلاج، وأن تعيشي حياة فاعلة.

نصيحة أخرى، هي: أريدك أن تتحدثي مع طبيبك وتسألينه عن التشخيص وعن تفاصيل العلاج ومدته وكل شيء، الأطباء أحد مهامهم ومسؤولياتهم الأخلاقية والطبية أن يشرحوا للناس، أن يوضحوا لهم، والحقائق يجب أن تملك لكل من يريد أن يعرفها. قولي لطبيبك أنك مستعدة أن تتقبلي كل ما يقوله لك، وأنا متأكد أنه لن يبخل عليك بأي معلومة، وأنا سعيد جدا أن ألاحظ أنك في قمة الاستبصار وأنك مرتبطة بالواقع وأن حكمك على الأمور سليم، هذا استخلصته من خلال رسالتك، فإذا العلاج أدى دوره بصورة جيدة، فعضي عليه بالنواجذ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات