أتناول عدة أدوية نفسية، فهل أستمر على الجرعة ذاتها أم أغيرها؟

0 143

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على مجهوداتكم الرائعة في مساعدة الكثير من المرضى.

أنا شاب كنت أعاني من الوسواس، والقلق، والرهاب الاجتماعي، مع تقيد في حركات الجسد، والآن أتناول فافرين 200 مج صباحا جرعة واحدة، وسيبرالكس 10 مج، وتريتيكو 100 مساء، وأشعر بصداع، وأرق، فهل أستمر على الجرعة، أم أقللها، أم أستبدل العقار بآخر؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الفافرين والسبرالكس والتريتيكو، ثلاثتها مضادة للاكتئاب في أصلها، والفافرين له ميزة أنه يعالج الوسوسة، والسبرالكس أيضا جيد لعلاج المخاوف، والتريتيكو محسن للنوم، بجانب أنها كلها مضادات للاكتئاب -كما ذكرت لك-.

شعورك بالأرق أمر مستغرب بعض الشيء، لأن هذه الأدوية يجب أن تساعدك على النوم، فراجع نمط حياتك، ربما تكون محتاجا لأن تمارس رياضة، وأن تتجنب النوم النهاري، وألا تتناول محتويات الكافيين مثل: الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على الأذكار، هذا يحسن من نومك كثيرا.

أما بالنسبة للصداع فأعتقد أنه من الأفضل أن تذكر ذلك للطبيب ليقوم بمراجعة ضغط الدم مثلا، والصداع يجب أن تحدد نوعيته، وذلك من خلال الفحص الإكلينيكي، أي أن الطبيب سوف يسألك عدة أسئلة عن نوعية هذا الصداع ومثيراته، وفي أي جهة من الرأس، هذا كله مهم لتحديد نسبة الصداع.

أنا أعتقد أيضا أن أدويتك النفسية هذه يجب أن تراجع، وذلك مع طبيبك، لا أقول لك أن تقلل الجرعة، أو استبدل الدواء، بالرغم من قناعاتي أن هذه الجرع كبيرة نسبيا، لكن قرار إيقافها أو تقليل جرعتها أو استبدالها يجب أن يتم من خلال طبيبك، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تتواصل مع الطبيب.

وبالنسبة للوسواس والقلق والرهاب: لا أريدك أن تعتبرها تشخيصات مختلفة؛ لأن الثلاثة متداخلة جدا مع بعضها البعض، والأصل في الوسواس هو القلق، وكذلك في الرهاب الاجتماعي يكون القلق هو المكون الرئيسي، فمن هنا أنا أقول لك: لا تقلق، بل وظف قلقك هذا واجعله قلقا إيجابيا من خلال زيادة الإنتاجية، زيادة أنشطتك اليومية، التعبير عن ذاتك، ممارسة الرياضة، تحقير الفكر السلبي... هذا كله -أيها الفاضل الكريم- يؤدي إلى توظيف القلق، ويحوله -إن شاء الله تعالى- من قلق سلبي إلى قلق إيجابي.

التقيد في حركات الجسد: هذا ربما يحتاج منك للرياضة كما ذكرت لك، الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء الجسدي، وتؤدي إلى تجديد النشاط ولا شك في ذلك، والآن دراسات كثيرة جدا تشير إلى أن الكثير من المواد الكيميائية الدماغية -أو ما يسمى بالمرسلات العصبية الإيجابية- تفرز من خلال ممارسة الرياضة، فاحرص على ذلك -أخي الكريم-، وأرجو أن تفيدني بعد أن تقابل طبيبك فيما يخص مراجعة الأدوية، -وإن شاء الله تعالى- لن أبخل عليك بأي معلومة مفيدة.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات