يحرجني فرط التعرق أمام الناس والأماكن المزدحمة

0 146

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكركم على ما تقدمون من استشارات مفيدة في الموقع.

أنا مهندس معماري، مشكلتي: تعرقي الملفت عند مقابلة الناس، لا أدري هل السبب يعود إلى الخوف أو الخجل؟ أتذكر جيدا المرة الأولى التي تعرقت بها، عندما وبخني المعلم في المرحلة الثانوية لأنني لم أقم بحل الواجبات المنزلية, تعرقت بشكل كبير حتى صار يصب العرق على وجهي وجسمي دون توقف، ولاحظ الناس هذا التعرق فأدى ذلك إلى زيادة المشكلة لدي.

مع مرور الأيام تطورت الحالة التي لا أفهم مصدرها هل هو نفسي أم جسدي؟ فقد كانت المرحلة الجامعية صعبة جدا, فكلما ذهبت لتقديم المشروع الهندسي أتعرق بشكل ملفت، وأسمع آراء الموجودين وملاحظاتهم، فأتعرق بشكل شديد، وأفقد السيطرة، وهذا ما دفعني إلى زيارة الطبيب النفسي الذي قال بأن ما أعانيه حالة طبيعية وسهلة جدا، وصف المسكنات، وقال بأن تركيزها ضعيف ولكنها مفيدة جدا، وبعد تناولها لم أر أي تحسن، عدت إلى الطبيب فغير الدواء، ولم أجد أي فائدة منه، تركت الطبيب ولم أكرر الزيارة؛ لأنه استنزف أموالي دون فائدة تذكر.

مشكلة التعرق دفعتني إلى التدخين بشراهة، وأدت إلى ابتعاد الأصدقاء، فهم يعلمون مشكلتي جيدا، فأنا أتعرق حتى عند زيارة الطبيب أو الحلاق، وفي كل احتكاك، خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة.

أرجو منكم أن ترشدوني إلى الحل المناسب لمشكلتي الكبيرة والتي أفسدت حياتي، هل ما أعانيه مرضا نفسيا، أم أنني أعاني من مرض جسدي وخلل في الغدة العرقية؟ أريد وصفة لعلاج دوائي فعال ومفيد.

وأخيرا: ما هي نصيحتكم هل أذهب إلى الطبيب النفسي أم إلى طبيب الجلدية، أو إلى الرقاة؟

أتمنى أن أجد الحل لديكم، وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

في الأصل وكما ذكرت، لديك شيء من الخوف، وشيء من الخجل، وهذا ربما يكون مرتبطا بالقلق، أي أن القلق النفسي ربما يكون جزءا مكونا للبناء النفسي لشخصيتك، وهذا ليس مرضا، هذه علة، بل القلق كثيرا ما يكون عنصرا إيجابيا مطلوبا في حياتنا، فالذي لا يقلق لا ينجح، والذي لا يقلق لا ينجز.

ظاهرة التعرق بكثافة القلق قد يلعب فيها دورا، لكن هنالك بعض الناس لديهم نشاط زائد في الغدة العرقية، مما يجعل عرقهم يكون بكثافة مزعجة بالنسبة لهم، يعني قد تكون نسبة القلق موجودة، ولكن ليس للدرجة التي تسبب التعرق الشديد، أو ليس من المفترض أن يحدث التعرق الشديد كما يحدث للإنسان العادي، ولكن القابلية للتعرق جعلت وجود القلق يكون عاملا محفزا لإفراز العرق بكثافة، لأن الإنسان أصلا لديه القابلية لنشاط الغدة العرقية الزائد، وأنت ربما تكون من هذه المجموعة من الناس.

وإن شاء الله الموضوع يتم حله، أولا: لا تجعله هما ولا تجعله غما عليك، لأن الاهتمام الزائد والقلق حول هذه الأمور يزيد من حدتها وشدتها، فحاول أن تصرف انتباهك عن الموضوع من خلال التجاهل، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون شخصا نشطا في نطاق عملك، وتطور مهاراتك، هذا علاج جيد، وعلاج مفيد، ويجب أن يكون نمط حياتك على هذه الشاكلة.

بعد ذلك أقول لك: اذهب إلى الطبيب النفسي، وإلى طبيب أمراض الجلدية، كلاهما سوف يكون مفيدا جدا لك، الطبيب النفسي سوف يعطيك بعض التمارين الاسترخائية، ويعطيك بعض الإرشادات، وكذلك يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، ومن أفضلها عقار (زيروكسات)، والذي يسمى تجاريا في الجزائر (ديروكسات)، أو عقار (سبرالكس)، أو عقار (زولفت)، كلها مفيدة، أي من هذه الأدوية سوف يفيدك كثيرا.

وأطباء الجلد أيضا لديهم بعض الأدوية التي تقلل من نشاط الإفراز العرقي كثيرا، ومادة (البوتوكس BOTOX)، الآن تستعمل بكثرة لتخفيف الإفراز العرقي الزائد إذا أثبت أنه ناتج من نشاط زائد في الغدة العرقية، وفي بعض الأحيان –وهذا لا ينطبق عليك– يتم إجراء جراحات بسيطة جدا لتعطيل العصب الذي يغذي الغدة العرقية، لكن هذا لا ينطبق عليك. المهم: الحلول موجودة.

هذا هو الذي وددت أن أقوله لك، وبالنسبة للراقي: فيا أخي الكريم: ارق نفسك، حافظ على صلواتك، كن حريصا على أذكار الصباح والمساء، واجعل لك وردا من القرآن، هذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير وكثير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات