نوبة الهلع قلبت حياتي رأسا على عقب ، فما الحل؟

0 185

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية الشكر لله أولا، والحمد لله على كل حال، وأشكر القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله خير الجزاء.

سبق واستشرتكم في هذا الموقع، أنا شاب عمري 21 سنة، قبل ستة أشهر كنت في أحد الأسواق التجارية في الصباح، وأصبت بشعور مخيف، وعانيت من سرعة التنفس وضربات القلب، فقدان الواقع، ورعشة وألم، بعد الأعراض هرعت إلى المنزل وهدأت حالتي.

ظننت بأن الإجهاد هو السبب فيما عانيت، ذهبت للنوم بعد ذلك، ولكنني حينما استيقظت ما زالت، لا أشعر بالواقع، بحثت في الإنترنت عن حالات مشابهة لي، فعلمت بأنها نوبة هلع، وما سبقها يسمى باضطراب الأنية، وبعد التعمق في الموضوع علمت بأنه اضطراب الأنية، ويأتي ملازما لمرض الصرع، وأنا أعاني من الوساوس، خفت الوساوس كثيرا، أصبحت أتوهم المرض، ولدي شعور بأنني لست أنا، صرت في حالة تفكير وشرود ذهني، أفكر بكل دقيقة تمر، هل سأسقط الآن؟ هل ستأتيني النوبة؟ هل أتشنج؟

لا أخرج من المنزل بسبب شدة الخوف، أفز خائفا في كل دقيقة، أراقب يدي هل تشنجت، وحينما أركز أفكر بأنني سيغمى علي، أشعر بغربة شديدة عن ذاتي، فلو فكرت بحياتي سابقا أظن بأنها ليست هي، كنت مرحا وأضحك، كنت محبوبا من أصدقائي، واليوم لا يمكنني سوى النوم، علما بأنني أعاني من القولون العصبي، تعبت كثيرا، أرجوكم اعتبروني ابنا لكم، وأرجو تفصيل حالتي بنقاط واضحة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alii حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: ما حدث معك هو نوبة هلع، وأعراض قلق وتوتر نفسي، وعرض الأنية، وهو الإحساس بعدم الواقعية والإحساس بأن الشخص تغير أو لا يحس بنفسه وداخله، فهو عرض وليس اضطرابا، عرض الأنية يمكن أن يحدث في القلق النفسي، يمكن أن يحدث في نوبات الصرع، اضطراب الأنية هو أن يكون هناك عرض لاضطراب الأنية متكررا، وليست هناك أعراض أخرى للقلق النفسي أو أي أعراض أخرى.

عرض الأنية في حالة الصرع النفسي يكون مصحوبا بأشياء أخرى، ومنها فقدان الوعي تماما، ويحدث في شكل نوبات.

إذا ما تعاني منه هو عرض الآنية الذي يكون عادة مصاحبا للقلق والتوتر النفسي، وهذا واضح من جملة الأعراض التي ذكرتها، وأيضا شكواك بأنك تعاني من القولون العصبي، فهو أيضا نوع من أنواع القلق والتوتر، فكثير من الأحيان الإنسان القلق يشعر بآلام في المعدة واضطرابات نتيجة للأعراض الجسدية للقلق.

أما القولون العصبي فهو حدوث آلام في البطن، إمساك، أو إسهال، ليس لها سبب عضوي واضح، أما إذا كانت هناك أعراض أخرى للقلق فهذا ليس قولون عصبي، هذا هو اضطرابات أو آلام في البطن نتيجة للقلق والتوتر.

علاجك –يا أخي الكريم– هو علاج نفسي ودوائي، العلاج النفسي يقوم على علاج سلوكي معرفي، إذ تحتاج لعدة جلسات للتخلص من هذا الرهاب وهذا القلق، بتمليكك مهارات معينة لمواجهة هذه الأشياء.

أما العلاج الدوائي فهناك أدوية كثيرة جدا تساعد في علاج القلق والهلع، خاصة مشتقات أو مجموعة الـ (SSRIS).

أرى –يا أخي الكريم– أن تراجع طبيبا نفسيا لأن يشرف على العلاج بكلياته، سواء كان العلاج الدوائي أو العلاج النفسي، ويقوم بالمتابعة المستمرة، ومن ثم تخفيض أو رفع جرعة الدواء، ومتى التوقف عنه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات