أعاني من الوحدة والكآبة ولا أجد طعما للحياة، فما الحل؟

0 116

السؤال

السلام عليكم..

أبعث لكم الدعاء بأن يرزقكم الله الصحة والعمر المبارك.

دكتور محمد عبد العليم، جزاك الله الخير والعمر المبارك.

أنا صاحب الاستشارات السابقة رقم2307947 أرجوك ساعدني، لقد تحسنت عن السابق إلى أن دخلت حياتي فتاة جعلتني أتعلق بها تعلقا مرضيا، فإن غابت عني أنهار، وتصبح حياتي جحيما ونارا، وإن اقتربت شعرت بتحسن كبير.

ومنذ سنة وأنا أعيش هذا الصراع العظيم، ولولا تمسكي بالقرآن والصلاة وبالله لكان لا يعلم بحالي إلا الله، لكن الوحدة التي أعيشها هي سبب تمسكي بها لهذه الدرجة، ووقت الفراغ الذي ملأ حياتي.

فأرجو أن تنصحوني كيف يمكنني التخلص مما أعانيه؟ وما هو العلاج المناسب لحالتي؟ فقد أصبحت فاقدا للسعادة في هذه الحياة على الرغم من نجاحي في نواح عديدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك –أخي– تواصلك مع استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا.

أيها الفاضل الكريم: موضوع هذه الفتاة مع تقديري الشديد لمشاعرك ووجدانك وتعلقك بها، إلا أنه من المفترض أن تكون أكثر عقلانية، وأن تجعل مخافة الله نصب عينيك، وعلى ضوء ذلك تقيم علاقتك بهذه الفتاة، هل تريد أن تتزوجها؟ إن كان هذا هو الباب الذي تريد أن تدخل منه فتقدم لها، وقم بالميثاق الغيظ –وهو عقد القران– وبعد ذلك يحل لك كل شيء.

أما موضوع الانجراف والانجرار نحوها دون أي هدف، أو بمجرد قضاء الوقت ودغدغة المشاعر الداخلية، هذا أمر ليس طيبا، ومن خلاله تكون قد أضعت الكثير من طاقاتك النفسية الجميلة والوجدانية والعاطفية.

ارتفع وارتق بنفسك من خلال عقلك، وقيم الأمور على هذه الشاكلة، ومن ثم اتخذ القرار السليم.

ليس هنالك شيء نسميه الفراغ، الحياة جميلة جدا ومليئة بالمشاغل الطيبة، والتي تعود نفعا على الإنسان في دينه ودنياه وآخرته، (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك)، الحياة يجب أن نعيشها بقوة، وهذا يتطلب حسن استغلال الوقت، والواجبات أكثر من الأوقات. لديك الكثير والكثير الذي يمكن أن تقوم به.

ارتق بنفسك، ارتق بفكرك، وارتق بعاطفتك، واحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وسوف تتخذ القرار السليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات