لم أعد أشعر بطعم الحياة ولا الفرح.. فهل أنا مصاب بالاكتئاب؟

0 241

السؤال

السلام عليكم..

فقدت كل شيء مرة واحدة، وأشعر بالملل من الحياة؛ مما سبب لي قسوة في القلب، وموت المشاعر، فلم أعد أفرح ولا أحزن ولا أضحك ولا أبكي، فهل أنا مكتئب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى ألا تكون مكتئبا، وإن كان بك شيئا من الاكتئاب أسأله تعالى أن يزيله وصرفه عنك، والتزم هذا الدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، والتزم هذا الدعاء أيضا: (لا إله الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم)، وقوله تعالى على لسان سيدنا يونس عليه السلام: {لا إله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فقد قال الله تعالى بعدها بفاء المتابعة: {فاستجبنا له} فخصه بالنجاة من الغم فقال: {ونجيناه من الغم} ثم عم بالنجاة المؤمنين فقال: {وكذلك ننجي المؤمنين}.

اجعل تلك الأدعية دعاء دائما لك، ومن لم ينس الله لا ينساه الله، ولا ينسيه نفسه، قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.

أيها الفاضل الكريم: أنت تحدثت عن بعض الأعراض التي تحس بها، وهي في طابعها الظاهري تعطي صورة من صور الاكتئاب النفسي، لكن الاكتئاب أيضا له شروط معيارية شديدة جدا في التشخيص.

الاكتئاب قد يكون عرضا وقد يكون مرضا، وما ذكرته هي أعراض، أتمنى أن تكون عابرة، وفي هذه الحالة لا نعتبر حالتك حالة اكتئاب نفسي حقيقي، إنما هو نوع من عدم القدرة على التكيف مع ظرف معين أدت إلى هذه المشاعر السلبية.

أيها الفاضل الكريم: كل هذه المشاعر التي تحدثت عنها يمكن استبدالها بمشاعر أخرى، الملل من الحياة يقابله التمسك والاستمتاع بالحياة، وقول الإنسان: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).

وقساوة القلب –أيها الفاضل الكريم– تعالج بمسح رأس اليتيم، وتذكر أن الرحمة في القلوب يجب أن تتوفر.

فقدانك للشعور: اعرف أن الإنسان حتى يعيش سعيدا لابد أن يحب ولابد أن يحب، تحب من خلال أعمالك الطيبة، واجعل الحب جزءا من حياتك، حب كل شيء، حب الله تعالى أولا، قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حبا لله}، حب نبيك صلى الله عليه وسلم، (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، حب دينك، حب أسرتك، حب والديك، حب إخوتك، حب الصالحين... وهكذا.

فأرجو أن تكون بخير، وعليك بالأمل والرجاء، واجعل حياتك حياة طيبة ونافعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق السداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات