وفاة والدي وضغوطات زوجية سببت لي حالة نفسية!

0 181

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، جامعية -ولله الحمد- قبل 4 سنوات تعرضت إلى صدمة نفسية وهي وفاة والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، تزوجت بعد وفاة والدي بأربعة أشهر، وأنجبت طفلي بعد زواجي بـسنتين، والآن عمره سنتان، حصل لي موقف مع زوجي سبب لي الانهيار، وأصبحت أبكي بتعب، ومن بعدها حصل الذي ما كنت أتمناه أن يحصل (ضيقة في الصدر، ضيق تنفس، حرارة، وسرعة نبضات القلب)

ذهبت إلى الأطباء، وكلهم أجمعوا على أنني سليمة ولا أعاني من شيء، إنما هي ضغوطات نفسية أمر بها، لم أصدق ما قالوا، طال مشواري في المستشفيات والبحث عن السبب إلى أن دخلت مواقع التواصل الاجتماعي وعرفت أن ما أعانيه هو وسواس قهري في الموت، كانت تنتابني أفكار في الموت، والتفكير في الموتى، وأني سأفقد طفلي وأمي وأهلي، وطريقة الكفن والغسيل.

استخدمت دواء من غير استشارة الطبيب وهو سيبرالكس 10 ملغم، تحسنت بعض الشيء ولكن مع الانشغال بولدي ودراستي تحسنت كثيرا ولله الحمد، تركت الدواء فجأة بدون تدريج؛ لأنه سبب لي فتحا في الشهية وسمنة فظيعة، ولكن الذي حدث قبل فترة حيث توفي شخص من أهلي من بعيد بدون سبب؛ فرجعت لي آلامي ومعاناتي وخوفي من كل شيء، وربطني كل شيء بالموت، الآن لي يومان أستخدم دواء فيفارين نصف حبة باليوم 50 ملغم لمدة 3 ليالي، ثم نصف حبة في الصباح ونصف حبة في المساء لمدة أسبوع، وحبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر، ما نصيحتكم لي؟ وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وفاة الوالد فعلا قد تحدث صدمة واضطرابات نفسية، إما أن تكون في شكل اكتئاب أو في شكل قلق، وعادة تأخذ فترة من الوقت، وقد تذهب دون علاج نفسي.

الشيء الآخر: الأعراض التي ذكرتيها هي أعراض قلق وتوتر، مثل ضيق الصدر، وضيق التنفس، وسرعة نبضات القلب، هي أعراض قلق وأعراض جسدية للتوتر النفسي، وطبعا هي أعراض نفسية، وعادة الفحوصات تكون سليمة، لأنها ليست أعراضا لمرض عضوي.

أما الوسواس الذي ذكرته؛ فقد يكون وسواسا قهريا أو مخاوف وسواسية، والمخاوف الوسواسية من الموت قد تكون جزءا من الوسواس القهري الاضطراري، وقد تكون عرضا من أعراض القلق والتوتر النفسي.

على أي حال: الـ (سبرالكس) وهو من فصيلة الـ (SSRIS) مفيد جدا في علاج الاكتئاب والقلق في نفس الوقت، ولكنه ليس بنفس الفائدة للوسواس القهري، هناك أدوية للوسواس القهري أفضل من السبرالكس، ولكن الحمد لله أنك تحسنت عليه.

أما الـ (فافرين) فهو ينتمي لنفس الفصيلة أو مجموعة الأدوية (SSRIS) التي تقوم عادة بزيادة مادة السيروتونين في دماغ الإنسان، وهو مضاد للاكتئاب، ولكنه أفضل في علاج الوسواس القهري، والفافرين عادة يأتي في شكل حبوب، تركيزه خمسين مليجراما -عادة-، وكما شرح لك الطبيب يفضل أن تكون بداية الجرعة نصف حبة، لأن في الفترة الأولى – أي الأسبوعين الأولين من تناول الدواء – قد تكون هناك آثار جانبية مثل ألم في المعدة أو غثيان، وعادة هذه الأعراض تزول بعد الأسبوعين الأولين، ولذلك يستحسن أن نبدأ بنصف حبة بعد الأكل، وبعد ذلك يتم رفع الجرعة إلى حبة كاملة.

بعض المرضى قد يستفيدون من حبة فقط من الفافرين، أي حبة يوميا، وبعضهم قد يحتاج إلى أكثر من ذلك، وعادة يبدأ المفعول بعد أسبوعين، ويحتاج الدواء إلى ستة أسابيع أو شهرين حتى تزول معظم الأعراض، وعندها إذا كان زوال الأعراض جزئيا يمكن رفع الجرعة إلى حبتين أو ثلاث حبات أو حتى أربع حبات، ولكن احتياطيا الطبيب قد يكون قام بقياس أعراضك ورأى أنك تحتاجين إلى حبتين.

فإذا هذا علاج سليم من بادئ الأمر، بدئ بالتدرج، ولكن الآن ما عليك إلا الانتظام لإكمال الشهرين، ثم الحكم على مدى فعالية هذا الدواء في إزالة الأعراض، ولكن من التجارب الكثيرة نحكم على الفافرين أنه دواء فعال جدا لعلاج الوسواس القهري والمخاوف الوسواسية.

أيضا بالنسبة للمشاكل التي تعرضت لها مع زوجك وحدوث دائما هذه الأعراض مع وفاة أحد الأقرباء، إذا كان هناك علاج نفسي سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي لمساعدتك في التغلب أو في التأقلم على هذه الأحداث الحياتية التي تمر بك –ولا تخلو منها الحياة–؛ فيكون أفضل مع العلاج الدوائي، أي علاج الفافرين مع جلسات نفسية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات