لماذا ينتابني شعور بالاكتئاب عند إصابتي بالتهاب الحلق؟

0 200

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكركم على جهودكم الرائعة، وجزاكم الله خير.

مشكلتي هي بأني أصاب بالاكتئاب كثيرا، وتزيد الحالة بشكل كبير عند تعرضي لالتهاب اللوز، وبعدها تخف الأعراض، علما بأني شخصيا أعاني من قلق وتوتر كبير من أي شيء، وأن هنالك شيئا سيئا سيحدث، ولا أعلم ما هو؟

وأقوم بعمل فحوصات كل شهرين من شدة ما بي من وساوس، ولا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك –أخي الكريم– على كلماتك الطيبة، وعلى ثقتك في هذا الموقع، وإن شاء الله تعالى –أخي الكريم– الذي تعاني منه بسيط.

يعرف تماما أن بعض الالتهابات والإصابات البكتيرية أو الفيروسية قد تؤدي إلى شعور بالضجر والملل وشيء من الاكتئاب، هذا معروف –أيها الفاضل الكريم–، وهذا هو الذي يحدث لك.

التهاب اللوز هو التهاب بكتيري، والرابط ما بين الاكتئاب الظرفي –لأنه يحدث في ظرف معين– والإصابات الجرثومية أمر ثابت كما ذكرت لك، وهنالك تباين واختلاف بين الناس، بمعنى أن بعض الناس يصابون بهذه الحالات بشدة شديدة جدا، وبعضهم قد يكون الأمر بسيطا جدا بالنسبة لهم.

أيها الفاضل الكريم: أنت تفضلت وتكرمت وذكرت أن شخصيتك تحمل سمات القلق والتوتر، القلق ليس كله سيئا، فالقلق هو طاقة إيجابية، هي التي تحركنا من أجل أن نكون فاعلين ومنتجين وإيجابيين، ولذا أي إنسان يصاب بالقلق يجب أن يوجهه ويجعله قلقا إيجابيا، وهذا ليس بالصعب أبدا.

كن إنسانا منتجا، فاعلا، أحسن تنظيم وقتك، مارس الرياضة، طور نسيجك الاجتماعي، اجتهد في عملك، وهذا كله يساعدك كثيرا، وعليك بالصلاة في وقتها مع الجماعة، والدعاء، ولابد أن يكون لك ورد من القرآن، وأنصحك بالقراءة، اجعل الكتاب صديقا لك –أيها الفاضل الكريم– من أعظم النعم التي يكتسبها الإنسان في حياته: تعلم العلم والدين، هذا يمتص طاقاتنا النفسية السلبية.

أخي الكريم: من الواضح أن القلق والتوتر الذي بك جعلك في حالة فيها شيء من المخاوف المرضية والوسوسة، لذا لا تكثر من الفحوصات؛ فهذا ليس أمرا صحيحا أبدا، توكل على الله، وعش حياة صحية على الأسس التي ذكرتها لك، وبجانب ما ذكرته لك من إرشاد عليك بالنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، فالصحة النفسية تكتمل من هذه الإجراءات.

ولا تتردد كثيرا على الأطباء، يمكن أن تقوم بفحص دوري، وأقصد بذلك أن تذهب إلى الطبيب الذي تثق فيه مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، من أجل إجراء الفحص الجسدي الروتيني، وكذلك الفحص المختبري.

بهذه الكيفية –أخي الكريم– سوف تطمئن بإذن الله تعالى على نفسك.

أنا أراك محتاجا لدواء بسيط مضاد لقلق التوتر والمخاوف والوساوس، الدواء يعرف تجاريا باسم (سيروكسات CR Seroxat)، والاسم العلمي هو (باروكستين Paroxetine)، أريدك أن تتناوله بجرعة صغيرة جدا، وهي: 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

هذه الجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة، والدواء دواء رائع جدا، وإن شاء الله تعالى يفيدك كثيرا، وأطمئنك أنه ليس إدمانيا، فقط في بعض الأحيان قد يفتح الشهية قليلا نحو الطعام، كما أنه ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند المتزوجين في وقت المعاشرة الزوجية، وهذا لا يحدث لجميع الناس، بل يعتبر علاجا جيدا للذين يعانون من سرعة القذف، والمهم في الأمر أن الدواء لا يؤثر أبدا على الهرمونات الذكورية أو الصحة الإنجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات