أعاني من ألم في المعدة وارتجاع المريء، فما العلاج؟

0 131

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكم على هذا الموقع المتميز.

أنا شاب عمري 29 سنة، وزني 85، طولي 157، أعاني منذ سنة تقريبا من ألم في المعدة وارتجاع في المريء، ودوخة، وألم في الرأس، وتنميل ووخز مثل الإبر، وذهبت إلى كثير من الأطباء وعملت فحص دم شامل وتخطيط القلب وكلها سليمة، وأخبرني جميع الدكاترة أنها ناتجة عن ضغوط نفسية.

الآن عملت أشعة الجيوب الأنفية، وأخبرني الدكتور التهاب في الجيوب الأنفية، وأخذت العلاج المناسب لها، ولكن دون فائدة، فهل هذه الحالة ناتجة عن ضغوط نفسية أو من التهاب الجيوب الأنفية سبب لي هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sayed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المؤكد أن النفس والجسد لا تنفصلان، فما يؤثر على النفس يؤثر على الجسد، وهنالك الكثير من الأعراض التي تنتج من القلق النفسي، فالشعور بالتوترات قد يكون واضحا جدا، لكن كثيرا ما يكون القلق قلق خفي أو قلق مقنع، وهذا ينعكس كثيرا على الجسد، مما يؤدي إلى أعراض كثيرة، وأعراض الجهاز الهضمي تعتبر شائعة جدا وسط الذين يعانون من القلق، وكذلك الدوخة، والتنميل، والشعور بالانقباضات العضلية هنا وهناك، والصداع البسيط، هذه كلها قد تكون مرتبطة بالقلق النفسي.

ويا أخي الكريم: مصطلح (ضغوطات نفسية) يقصد به تقريبا أن الإنسان له أصلا قابلية للقلق والتوتر وسرعة التأثر، وحين يمر بظروف حياتية فيها شيء من الضغوطات البسيطة قد لا يتحملها، وهذا الأمر يتفاوت فيه الناس، فبعض الناس لديهم ثبات نفسي وقوة نفسية، ليس لديهم أي نوع من الهشاشة النفسية التي تجعل القلق يؤثر عليهم في بعض المواقف.

أنا أعتقد أنه ربما يكون لديك شيء من الاستعداد القلقي هو الذي جعلك عرضة لهذه الأعراض الجسدية، وحالتك – أخي الكريم – لا أعتبرها حالة مرضية، إنما هي ظاهرة، فلا تنزعج، والأطباء قد أكدوا لك أنك سليم.

بالنسبة لموضوع الجيوب الأنفية: التهابها – أخي الكريم – يعني أن هنالك إصابة جرثومية، الحالة النفسية لا تؤثر كثيرا في مثل هذه الالتهابات، فما دمت قد قمت بعلاجها فأعتبر أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، وأعتقد أنك إذا طبقت بعض التطبيقات البسيطة في حياتك ربما تخف لديك الأعراض أيضا أو تنتهي، مثلا: ممارسة الرياضة، توزيع الوقت بصورة جيدة، وأن تنام مبكرا بالليل طيبا وهادئا، وتتجنب النوم النهاري، الإكثار من التواصل الاجتماعي، هذه كلها – أخي الكريم – أشياء تساعد كثيرا في علاج هذه الحالات، ويعرف أن بعض الأدوية المضادة للقلق مثل الـ (دوجماتيل) والذي يسمى علميا (سلبرايد) تفيد كثيرا في مثل هذه الأعراض.

إن استطعت – أخي الكريم – أن تقابل طبيبا نفسيا يعتبر أمرا جيدا، وهذا لا يعني أن ما بك مرضا نفسيا، لكن توجد ظواهر نفسية تستحق الاعتبار وتستحق العلاج، والحمد لله تعالى البحرين بها الكثير من الأخوة المختصين، وإذا لم تستطع الذهاب إلى طبيب نفسي يمكنك أن تطبق ما ذكرته لك، وأن تجرب عقار (دوجماتيل) بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله. الدواء سليم وبسيط ولا يحتاج لوصفة طبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات