أعاني من قلق واكتئاب واستعملت الدواء وأريد تجربة العلاج السلوكي

0 145

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من القلق العام منذ ست سنين، بدأ معي منذ دخولي للكلية، خصوصا فترة الاختبارات، ازداد الأمر في التدهور، لدرجة الخوف من أي شيء جديد أو روتيني أو تعلم شيء جديد، وقد أصبت بالاكتئاب في أول ثلاث سنوات مع القلق.

ذهبت لطبيب، وأعطاني (ويلبترين) استمررت عليه لمدة ٦ شهور فقط، وتحسن فيها الاكتئاب لكن لم يتحسن القلق، عدت إليه بعد ٦ شهور أخرى، وأعطاني سبراليكس، وبعد شهر غيره لسيروكسات.

لم يناسبني السيروكسات فتركته بصعوبة بعد شهرين من الاستخدام، لأجل تجربة العلاج السلوكي، وقد ارتحت مبدئيا في العلاج السلوكي، واستمررت شهرا ثم تركته، لأن الطبيب المختص بالعلاج السلوكي في مدينة أخرى، فكان من الصعب جدا الاستمرار معه.

أريد العودة للسبراليكس، فكم الجرعة التي أبدأ بها؟ وكم المدة التي أستمر عليها، ثم أبدأ بتركه؟ أقصد المدة اللازمة لإكمال العلاج، وهل هناك تمارين أخرى غير تمارين الاسترخاء؟ وهل هناك كتب تنصحون بقراءتها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: مكونات أو مجموع العلاج أربعة لمثل حالتك، فأنت تعاني من شيء من الاكتئاب القلقي – كما تفضلت – أو القلق الاكتئابي، والمكون الأول للعلاج هو: المكون الدوائي، وكذلك المكون السلوكي، والمكون الاجتماعي، والمكون الإسلامي، هذه الأربعة حين تتضافر مع بعضها البعض تؤدي إلى نتائج رائعة.

المكون الإسلامي واضح جدا، أهمه الحفاظ على الصلاة في وقتها، والأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – ويجب أن يكون للإنسان نصيب من القرآن، بأن يكون له ورد يومي، ويجب أن يتعلم تجويد القرآن.

على النطاق الاجتماعي: يجب أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل: التواصل الاجتماعي، ممارسة شيء من الرياضة، الجلوس مع الأصدقاء، مشاهدة برامج جيدة على التلفاز، القراءة، الاطلاع، بناء نسيج اجتماعي محترم، هذا كله علاج وعلاج مهم جدا.

أما من الناحية السلوكية فالتفكير الإيجابي مهم، ومن أفضل التمارين تمارين استبدال ما هو سلبي بما هو إيجابي، كل شيء في الدنيا له مقابل ومضاد له، الاكتئاب دائما يجعلك تختار المقابلات السيئة، لكن يجب أن أعلم نفسي وأدربها، بل أعيد بناء خارطة دماغي على ألا أقبل إلا ما هو إيجابي، وهذا ليس صعبا أبدا.

هذا هو العلاج السلوكي، والرياضة نعتبرها علاجا سلوكيا أساسيا أيضا، وحسن إدارة الوقت نعتبرها علاجا سلوكيا، وذلك بجانب التمارين الاسترخائية، ومن المهم جدا أن يكون لك نوع من الخطط والمشاريع المستقبلية، هذا يجب أن يكون ديدنك؛ لأن من خلال ذلك تحسن إدارة وقتك وتصل إلى أهدافك، وهذا قطعا يعود عليك بالنفع النفسي السلوكي الإيجابي المعرفي.

الكتب كثيرة – أخي الكريم – أفضلها كتاب للشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن)، كتاب سلوكي توجيهي إرشادي إسلامي، وقد أخذ كثيرا من أفكار العلماء السلوكيين، يوجد أيضا كتاب لدانيال جارنيجي (لا تقلق وابدأ الحياة) كتاب جيد، القراءة أيضا في علوم الذكاء العاطفي والوجداني مثل كتاب (دانيال جولمان) كتاب جيد جدا،... وهكذا.

العلاج الدوائي – أخي الكريم -: السبرالكس دواء رائع، ممتاز، أنا أريدك أن تدعمه بعقار بسيط وهو (فلوناكسول/فلوبنتكسول) ابدأ بتناوله بجرعة نصف مليجرام صباحا لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم حبة صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الفلوناكسول.

أما السبرالكس فابدأ بخمسة مليجرام فقط – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (عشرة مليجرام) وأعتقد أن هذه سوف تكون الجرعة الكافية بالنسبة لك، عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، هذه ليست مدة طويلة، هذه مدة معقولة جدا.

السبرالكس يمكن تناوله حتى عشرين أو خمسة وعشرين مليجراما في اليوم، لكن لا أراك في حاجة لهذه الجرعة. بعد انقضاء الستة أشهر اجعل جرعة السبرالكس خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة عشرين يوما، ثم توقف عن تناوله.

وللفائدة راجع أيضا العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121)، و العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات