عندما أقف للصلاة مع الجماعة أحس أني غير متوازن.

0 185

السؤال

السلام عليكم

جزكم الله خيرا على ما تفعلونه.

أنا بعمر 26 سنة، وعند ما أذهب إلى المسجد لصلاة الجماعة ويؤذن للقيام ونبدأ في الصلاة لا تمر مدة طويلة حتى أحس أني غير متوازن، وأشعر أني سأسقط في أي لحظة على الأرض، فأبدأ بتحريك ساقي والنظر في الأعلى يمينا وشمالا، لكي لا أحس بذلك الشعور.

أصبح هذ الإحساس هاجسا بالنسبة لي، وأنا أعاني منه منذ مدة، فليس لدي أي مرض -والحمد لله- ويأتيني هذا الشعور فقط عندما أصلي جماعة، وعندما أصلي وحدي أو في البيت لا يحدث لي هذ الأمر!

أرجو منكم مساعدتي، وتشخيص حالتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأسعدني كثيرا حرصك على صلاة الجماعة، لا شك أن هذا أمر يسر القلب، فأسأل الله تعالى أن يزيدك طاعة ويكتب لك الأجر، وأن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال.

أيها الفاضل الكريم: هذا الذي يحدث لك هو نوع من الخوف الاجتماعي البسيط، وأنا أؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة على الموقف أثناء الصلاة، ولن تسقط أرضا، ولن يحدث لك أي شيء، ولا أحد يلاحظ ما يحدث لك، هذا أؤكده لك، العملية عملية فسيولوجية بسيطة جدا، أحيانا في المواقف التي تتطلب شيئا من الانتباه وتكون في جمع بين الناس حتى الصلاة تفرز مادة بالجسم تسمى (أدرينالين) بزيادة نسبيا، لأن هذه المادة تحفز عضلات الجسد لتكون في حالة انتباه، لكن حين يزداد هذا الإفراز ربما يؤدي إلى هذا الخلل، خاصة بالنسبة للذين لديهم شيء من الرهبة الاجتماعية، فأنت لديك شيء من الرهبة الاجتماعية، رهبة التجمعات، حتى وإن كانت تجمعات خير مثل الصلاة.

أيها الفاضل الكريم: لا تجعل للشيطان سلطانا عليك أبدا، لا تصدق مشاعرك، أرجو ان تصدقني أنه لن يحدث لك أي شيء، والعلاج هو المزيد من الحرص على صلاة الجماعة، وأن تسابق إلى الصفوف، أن تكون في الصف الأول، وأن تكون خلف الإمام، وأن تضع نوعا من السيناريو الفكري أنك قد تنوب الإمام إذا طرأ له طارئ في الصلاة أو غاب أو تأخر عن الصلاة، هذا نسميه العلاج السلوكي التعريضي في الخيال، لكنه قد يحدث في الواقع، وهذه المواجهة السلوكية ذات فائدة عظيمة جدا، فاحرص على هذا الذي ذكرته لك.

أريدك أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء، الخوف أو الرهبة أيا كان مصدرها لها مكون أساسي يتكون من القلق، والقلق يعالج بالاسترخاء، فأرجو أن تحرص على التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تحرص على تطبيق هذه التمارين، سوف تستفيد منها كثيرا.

أريدك – أخي – أيضا أن تتنقل بين المساجد قليلا، هذا جيد، على الأقل في مرحلة العلاج هذه، لمدة شهر إلى شهرين، إذا صليت في أكثر من مسجد يكون أفضل، إذا لم يكن ذلك مجهدا لك، أما إذا كانت المساجد متباعدة في منطقتكم فصل في مسجدك الذي تصلي فيه.

أنقل لك بشرى عظيمة أنه توجد أدوية بسيطة وسليمة وفاعلة تعالج مثل حالتك هذه بصورة قطعية، إن شاء الله تعالى، احرص على التطبيقات التي ذكرتها لك بجانب الدواء.

هنالك دواء يسمى (زيروكسات CR) ويسمى في الجزائر (ديروكساتCR) ويسمى علميا (باروكستين) أرجو أن تتناوله بجرعة 12.5 مليجرام يوميا، تناوله بهذه الجرعة البسيطة جدا، ولا تحتاج لأكثر منها، لكن يجب أن تستمر عليها على الأقل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعل الجرعة 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا التوقف التدريجي مهم ومطلوب، الديروكسات يمكن أن تكون جرعته حتى خمسين مليجراما في اليوم، لكنك لا تحتاج لأكثر من 12.5 مليجراما، والدواء قد يفتح الشهية للطعام قليلا عند بعض الناس، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي قليلا أثناء المعاشرة الزوجية بالنسبة للمتزوجين، لكنه لا يؤثر على ذكورية الرجل أو صحته الإنجابية.

الدواء الآخر مهم يسمى (إندرال) وهو دواء مساعد، تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات