أتوتر وأرتعش عندما يدخل بعضهم في الطابور بغير حق.. هل فعلي طبيعي؟

0 179

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم هل هي مشكلة أم لا؟ أنا أتوتر في بعض الحالات، خاصة في الأماكن العامة مثل المطارات والمطاعم وغيرها، وهي الأولوية في الطابور، وللأسف يأتي أشخاص لا مبالين ويدخلون في الطابور وأدخل معهم في نقاش، وأكون متوترا وأيضا أتوتر من الأشخاص المدخنين الذين بجانبي، وأدخل معهم في نقاش، وتوتري يكون رعشة في القدمين والتلعثم بالكلام، هل فعلي طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: طبعا لا نستطيع أن نقول أن هذا فعلا طبيعيا، لكنه في ذات الوقت ليس حدثا شاذا، فما يحدث لك يحدث لكثير من الناس، والذي يظهر لي أن أصلا لديك جانب من جوانب القلق والتوتر وسرعة الانفعال والاندفاعية، وهذا يحدث للناس في حالات التجمع، وإذا كان للإنسان حاجة يريد أن يقضيها قد لا يكون صابرا على أن يقف في الصفوف أو يلتزم بالتعليمات، وبعض الناس يجدون صعوبة كبيرة السيطرة على الموقف، لذا تحدث لهم هذه الانفعالات، وأعتقد أنك أحدهم – أيها الفاضل الكريم - .

فالأمر يعالج من خلال: أن تروض نفسك، أو تروض فكرك، أن تناقش ذاتك: (لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أكون شخصا هادئا مثل الآخرين؟ لماذا أفرغ انفعالاتي بهذه الكيفية؟ هذه المطارات وهذه المطاعم هي أماكن عامة، هي لي ولغيري، وما دمت أنا شريك فيها فيجب أن أصبر على نمطيتها وترتيبها وأولوياتها...) وهكذا، يعني: تجري حوارا مع نفسك، هذا نسميه بالحوار السلوكي الداخلي الذاتي الذي يؤدي إلى تغيرات جيدة من حيث تقليل الانفعال.

ويا أخي الكريم: دائما قبل أن تصل إلى هذه الأماكن يجب أن تحضر نفسك بشيء من الصبر، أن تتفق مع ذاتك، من أجمل الأشياء أن يوقع الإنسان عقودا مع ذاته وليس مع الآخرين في بعض الأحيان، أن تحتم أنك سوف تكون صابرا، سوف تكون شخصا أريحيا، سوف تحيي الناس، سوف تتعامل مع الموظفين بكل لطف، سوف تنتظر دورك، وسوف تحترم النظم الإجرائية الموجودة، سوف تذهب باكرا حتى تكون الأول في الصف أو الثاني أو الثالث، وحتى تنجز معاملتك في وقت بسيط وقصير، يعني: حضر نفسك مسبقا قبل أن تأتي للمكان، هذا سوف يساعدك.

وبصفة عامة: أريد أن تمارس الرياضة، الرياضة تزيل هذا التوتر النفسي الظرفي، كذلك النوم الليلي المبكر، وأن تمارس أي نوع من التمارين الاسترخائية.

ويا أخي الكريم: ما دام الأمر يصل لدرجة الرعشة، إن أردت أن تستعمل دواء بسيطا عند اللزوم ليس هنالك ما يمنع، مثلا عقار (دوجماتيل) بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة يومين أو ثلاثة، ثم تتوقف عنه، هذا ربما يكون كافيا، وإن دربت نفسك وروضتها على الأسس التي ذكرتها لك سوف يكون أيضا كافيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات