أشكو من تلقب المزاج بشكل غريب وغير مفهوم!

0 123

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تقلب المزاج بشكل كبير خلال اليوم، حيث إني أصحو من النوم بمزاج جيد، وخلال فترة العصر حتى الليل ينقلب المزاج إلى ملل وضيق بدون سبب! أحاول البحث عن السبب ولا يوجد!

لا ينقصني شيء -والحمد لله- من أمور الدنيا، عندي المال والعيال والبيت، وأفضل شيء من الكماليات -يا رب لك الحمد-، ولكن هذا المزاجية السيئة أتعبتني، حتى صرت أخاف من تقلب المزاج إذا كنت في وضع جيد.

وفي بعض الأوقات أشعر بالوحدة، على الرغم أن الجميع من حولي إخواني وأمي وأبي وزوجتي والنائب!

أنا معلم عمري 32 سنة، متزوج ولدي طفلان، الحمد لله على كل حال.

أرجو أن أجد حلا، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الملل والضجر وعسر المزاج وتقلبه قد يكون ظاهرة مصاحبة للناحية الوجدانية لدى بعض الناس، والحمد لله تعالى –أخي الكريم– أنك حين تستيقظ من النوم يكون مزاجك جيدا، وهذا دليل علمي قاطع على أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي؛ لأن الاكتئاب دائما يضرب ضرباته القاسية في الصباح، ويتحسن الإنسان في فترة المساء.

الملل من النوع الذي تحدثت عنه –أخي الكريم– هو دليل على وجود قلق أكثر من اكتئاب، وهذه حالة بسيطة جدا يجب ألا تزعجك، فتعامل معها بتجاهل تام، وحاول أن تدخل أشياء جديدة على حياتك، هذه الأوقات التي يأتيك فيها الملل غير فيها من طريقتك النمطية التي تعيشها الآن، وأهم شيء يدخله الإنسان على نفسه هو: ممارسة الرياضة؛ ففيها فائدة عظيمة جدا لتحسين المزاج، واتضح الآن أن الرياضة تنشط كل المواد والهرمونات والموصلات العصبية الدماغية التي تنشط حين يتناول الإنسان الأدوية المضادة للاكتئاب.

أنت لست في حاجة لأدوية مضادة للاكتئاب، لكن ربما نصف لك شيئا بسيطا يساعدك في القلق المزاجي البسيط الذي تمر به، لكن من أهم الأشياء: أن تكون إيجابي التفكير، أن تمارس الرياضة، وأن تجعل التفاؤل دائما هو منهجك في الحياة، التفاؤل فيه خير كثير، خاصة أنك صاحب نعم، وحين يأتيك عسر مزاجي لا تقبله أبدا، إنما ناقش نفسك: (لماذا أنا هكذا؟ أنا بخير، أنا الحمد لله صاحب نعم، أنا في أمان، لن أقبل هذا الشعور، أنا لا بد أن أسعد نفسي، أنا لابد أن أوجد لنفسي الراحة والسعادة... وهكذا) أسقط هذه الأفكار على نفسك، هذه نسميها بالإملاءات الإيجابية، أن تملي على نفسك، والسعادة تصنع –يا أخي الكريم– هذا لا شك فيه.

حسن تنظيم الوقت أيضا يساعدك، وأن تكون هنالك أهداف؛ هذا يساعدك كثيرا جدا.

أيضا: طور نفسك في مجالك المهني، ولا تقلل من شأن نفسك كمعلم؛ فمهنة التدريس والتعليم من أكثر المهن المحترمة "كاد المعلم أن يكون رسولا" وإن كان بكل أسف في زماننا هذا تقدير المعلمين أصبح أقل من المطلوب.

الأمر إن شاء الله في غاية البساطة –أخي الكريم– وأنا أريدك أن تتناول كبسولة واحدة من عقار (دوجماتيل) والذي يسمى تجاريا (جنبريد) في السعودية، واسمه العلمي (سلبرايد) هو فعلا دواء بسيط جدا، يمتص القلق والتوترات التي تؤدي إلى الاضطرابات المزاجية البسيطة.

أنت محتاج للسلبرايد/جنبريد بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، 50 مليجراما تتناولها بعد رجوعك من العمل في فترة العصر مثلا، تناوله يوميا لمدة شهرين مثلا، ثم توقف عن تناوله. هو دواء سليم وبسيط جدا، وإن شاء الله تعالى تأخذ بما ذكرته لك من إرشاد، بجانب الدواء، وأسأل الله تعالى أن يعافيك، وأن يسعدك، وأطمئنك أخي تماما: لا أراك مصابا باضطراب مزاجي عسير أو صعب العلاج، بل هو قلق بسيط، ويمكن العلاج منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات