كيف يمكننا مقاومة الإجهاد النفسي؟

0 177

السؤال

السلام عليكم

كيف أعالج الإجهاد النفسي الذي تحول إلى إجهاد بدني وأثر على صحتي؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عايد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإجهاد النفسي المستمر هو من الأعراض المنتشرة في هذه الأيام، وأحيانا يطلق عليه متلازمة الإجهاد المزمن، وهو شعور الشخص بالإجهاد طول الوقت، وعدم القدرة على العمل، والفتور والشعور بالإعياء الشديد، وعندما يقوم بزيارة الأطباء وإجراء فحوصات تكون كلها سليمة، وقد كثر الحديث عن أسبابه وكيفية حصوله، وهناك تفسيرات شتى كثيرة الآن في هذا الأمر، ومنهم من يقول: هو نوع من أنواع الاكتئاب النفسي، ولكن أعراضه غير ظاهرة، العرض الوحيد فيه الذي يتكرر ويحس به الشخص هو الإجهاد، الشعور بالإجهاد الشديد وعدم القدرة على أداء الأعمال، وهذه من أعراض الاكتئاب، ولكن لا توجد فيه أعراض الاكتئاب الأخرى.

ومن الواضح الآن أنه نتيجة لضغوطات الحياة، ضغوطات الحياة الآن سبب لهذه الأعراض، وإيقاع الحياة أصبح سريعا، والمتطلبات المادية زادت، والدعم الأسري والمجتمعي ليس كالماضي، فأصبح كل شخص أو كل أسرة منعزلة عن محيطها، وحتى في داخل الأسرة الواحدة كل فرد مشغول بأعماله، ومشغول إما بدراسته أو بأداء أعماله، وأحيانا قد يلتقون ساعة من نهار أو من ليل، عند وجبة طعام، وأحيانا قد لا يلتقون أبدا، والمواصلات، والزمن... كل هذه الضغوطات – يا أخي الكريم – أصبحت تؤدي إلى هذه المشاكل، ومنها مشكلة الإجهاد النفسي المتكرر.

كما ذكرت هو يؤثر على البدن ويؤثر على الحياة. إذا ما العمل؟
العمل هو محاولة الاسترخاء، لابد من وقت مستقطع للاسترخاء، استرخاء في العطلات الرسمية، يجب أن تترك العمل وتترك المشاكل جانبا، وتحاول أن ترفه عن نفسك، وممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي اليومية، والرياضات الأخرى، والتمارين الرياضية، التمارين البدنية... كل هذا – يا أخي الكريم – يؤدي إلى الاسترخاء. الهوايات، لابد أن تكون لك هواية، وخذ وقتا لنفسك، وقلل التفكير، وضع أولويات في حياتك وقدمها، على الأقل منها أولوية، ولا تكن دائما في حالة تعب وسباق مع الزمن، فأربع على نفسك.

لابد كما ذكرت أن تستقطع وقتا لنفسك، لراحتك، للاسترخاء، ولا تنس المحافظة على الصلاة، الصلاة في المسجد مع الجماعة في وقتها، والدعاء والذكر وقراءة القرآن، فهذه الأمور تؤدي إلى السكينة وراحة البال، وهذا يقلل من الإجهاد والتوترات النفسية، فقد خلق الله تعالى الإنسان للعبادة، والعبادة فيها الراحة من الإجهاد النفسي والبدني، فليس كل الحياة عمل في عمل، وليس كلها عبادة في عبادة، بل ساعة وساعة، فاجعلها طاعة، والنفس طماعة، فعلمها القناعة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات