أتوتر عند رؤية الناس وأفكر بطرق سلبية، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 98

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا المجهود الرائع, وبالأخص الاستشاري د. محمد عبد العليم.

كنت أعيش حياة متواضعة، لا أخاف من شيء، ولا أفكر في شيء إلا في الطاعات والصلاة, ولكن في عمر 13 سنة، حدثت مشاكل بين أبي وأمي وانفصلا، فحملت المسؤولية وحدي.

أصبحت أشعر بالوحدة والخوف والقلق والضيق, وصرت منذ ثلاث سنوات أعاني من مشكلة نتف شعر اللحية، وإلى الآن لم أستطع التغلب عليها، وأنا الآن في أول سنة جامعة، وأشعر بالتوتر عند رؤية الناس والتجمعات، وأشعر بتأتأة، ولا أستطيع القراءة أمام الجمهور، وكأن لساني مربوط، ولا أستطيع التنفس, وتزداد ضربات قلبي.

أخاف خوفا شديدا من المشاكل, لدرجة أنني أخاف المزاح مع أصدقائي, وأتضايق حتى من المزاح، ومن أي كلمة تقال لي، أو تصرف غير لائق, أفكر كثيرا في أشياء سلبية, كأن أتشاجر مع شخص ولا أستطيع حماية نفسي.

حالتي تسوء يوما بعد يوم, علما أني لا أستطيع مراجعة الطبيب النفسي بسبب انشغالي، وعدم وجود أطباء نفسيين في منطقتي.

أرجو منكم أن تصفوا لي علاجا سلوكيا ودوائيا، لأن حالتي تسوء كل يوم, ولقد قرأت أن زولفت علاج جيد جدا، فهل تنصحوني به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك – أخي – على الثقة في إسلام ويب، وعلى العاملين بها وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله أن ينفع بنا جميعا.

أخي الكريم: طاقاتك ومهاراتك -إن شاء الله- موجودة، وقولك أنك كنت تعيش حياة متواضعة، وكنت شخصا لا تخاف، وتحرص على الطاعات والصلاة، هذه -إن شاء الله- كلها مهارات اكتسبتها، وهي موجودة في ذاتك، فقط قد تكون مختبئة، والصعوبات التي حدثت بين الوالدين قطعا لها بعض التبعات السلبية، لكن بعض الناس حباهم الله تعالى بالقدرة لتجاوز هذه الصعوبات حين يدركون معنى الحياة وتحمل مسؤولياتهم الذاتية، ويسعون في جميع الاتجاهات لتطوير أنفسهم، وذلك كتعويض عما فقدوه في المراحل التربوية السابقة.

الحمد لله تعالى أنت مشغول بعملك، وهذا أمر جيد، العمل علاج في حد ذاته – أخي الكريم – والإنسان يمكن أن يطور مهاراته من خلال عمله.

أعراضك التي ذكرتها في الخمس نقاط التي نسقتها بصورة أعجبتني كثيرا كلها تشير أنه لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، وليس أكثر من ذلك.

فيا أخي الكريم: أنا أقول لك لا تقلق، حاول أن تهدأ من نفسك، لا تدع للفراغ مجالا أبدا، الحمد لله أنت تعمل لساعات طويلة، بقية وقتك وزعه بصورة صحيحة لتأخذ قسطا من الراحة، والنوم الليلي أفضل وقت للراحة، ومارس شيئا من الرياضة، وروح عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تكون لك صلات اجتماعية جيدة، هذه الأسس عظيمة جدا لإزالة التوترات والمخاوف والقلق.

بالنسبة لموضوع التأتأة: أعتقد أنها ظرفية، وأنا لا أقول أنه لديك رهاب اجتماعي حقيقي، لكن ربما يكون توجسك حول التجمعات ومواجهة الناس قد زادت من هذه التأتأة، فأخي الكريم: تدرب على تمارين الاسترخاء، تمارين الشهيق والزفير ممتازة جدا، وتزيل هذه التاتأة -إن شاء الله تعالى-، وعلم نفسك أن تتكلم ببطء، وتدرب على تلاوة القرآن بعد أن تجوده؛ لأن فيه فائدة عظيمة جدا لعلاج التأتأة.

العلاج الدوائي: أقول لك أخي نعم، أبشر الزولفت دواء مناسب، ومناسب جدا لك، وهو سليم، وهو يعالج القلق والخوف والرهاب، ويحسن المزاج، وأنت لا تحتاج أبدا لجرعة كبيرة، حبة واحدة في اليوم ستكون كافية، اجعل جرعة البداية نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء دواء طيب، فاعل، دواء مفيد.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات