هل تكون الأدوية النفسية سبباً في الإجهاض؟

0 188

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، زوجتي حامل، مرت بمرحلة فقدت عقلها، وكانت عنيفة، وتهذي بالكلام، وتقول: إنها مسكونة بجني، وأنها مسحورة.

جاء لها الدكتور، وصرف لها الأدوية التالية: olanzapine (dci) 10 mg حبة واحدة في الليل، nozinan 40% في الصباح 20 قطرة، و 25 قطرة بعد الظهر، وفي الليل 40 قطرة.

بعد أخذ الدواء تحسنت وأصبحت في حالة جيدة، لكن تم إجهاض الحمل، مع العلم أنه تم رقيتها، وشربت زيت زيتون، وسبع أنواع من الزيوت، ولا أعلم سبب الإجهاض؟ هل هو بسبب الأدوية أم لسبب آخر؟

قبل حضور الدكتور كانت تأخذ الأدوية التالية لمدة 3 أيام:
التالية: (لارجاكتيل نوزينان)، وتم تشخيص حالتها (Acute psychotic)، فهل يمكن أن تحمل مرة أخرى مع أخذ الأدوية، وما هي المدة الزمنية لإيقاف العلاج؟ وإذا كنت تستطيع أن تنصحني بمستشفى في فرنسا أكون ممتنا لك.

كما أنها ذهبت إلى الطبيب فقال لها: إن الحالة تحسنت، ولكن يجب الاستمرار على الدواء لمدة عام، وخفض لها نوزينان (5 ملغ صباحا، و 10 ملغ في منتصف النهار، و 25 ملغ في الليل)، فما تشخيصكم لحالة زوجتي؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ maamar حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة الصحة والعافية والشفاء.
أخي الكريم: حدث لزوجتك الكريمة ما يمكن أن نسميه بحالة ذهانية حادة، وأفكارها بالرغم من أنها أفكار ظنانية، لكن موضوع الجن والسحر والمس كمعتقد موجود في مجتمعاتنا، وكثير من الظنان قد يكون فيه شيء من الحقيقة، أنا لا أقول أنه قد أصابها مس أو سحر، -فالله أعلم-، لكن الذي أود أن أقوله: أن هذا الاعتقاد موجود في المجتمع أصلا، إلا أنه حين يظهر بصورة تعانفية وشديدة ويكون المعتقد راسخا، في هذه الحالة فعلا تكون الحالة مرضية، وهذا هو الذي حدث لزوجتك -الفاضلة- وحين أعطيت الأدوية المضادة للذهان تحسنت حالتها جدا وبصورة واضحة.

أخي الكريم: الآن زوجتك تخطت المرحلة العلاجية، وبقيت المرحلة الوقائية، وهي مهمة جدا، والمرحلة الوقائية هي من ستة أشهر إلى عام، إذا كان هناك تاريخ مرضي في أسرتها -أي أن أحد أفراد أسرتها أصيب قبل ذلك بحالة ذهانية مشابهة أو غير مشابهة-، هنا يجب أن نكون حذرين أكثر، وقد تطول مدة العلاج الوقائي لمدة ثمانية عشر شهرا.

عموما أنا أؤيد فكرة من قال أنها تأخذ الدواء لمدة عام، لكن سيكون بجرعات بسيطة، والدواء الذي أعطي لها، وهو (nozinan) أعرف أنه يستعمل كثيرا في فرنسا، هو دواء جيد وبسيط، وعيبه الوحيد أن الجرعات متعددة، نحن دائما نسعى لأن تكون الجرعة واحدة فقط في فترة العلاج الوقائي.

عقار (olanzapine) قد يعطى جرعة واحدة فقط، وهذا الأمر أتركه للطبيب الذي قام بعلاجها، أنا صراحة ليس لدي علم بأفضل العيادات في فرنسا، لكن أحسب أن الطب النفسي هنالك متقدم، وأعتقد أن الطبيب الذي أشرف على علاجها في مرحلة المرض الحاد يستطيع أيضا أن يقوم بترتيب أمرها في مرحلة الوقاية، وإن لم يكن طبيبا نفسيا هنا اطلب أن تحول زوجتك الكريمة إلى مستشفى الطب النفسي، وسوف تجد الرعاية التامة.

إذا المهم أن نحرص في الفترة الوقائية هذه حتى لا تأتيها انتكاسات أخرى، أما بالنسبة للدواء هل كان سببا في الإجهاض؟ أنا لا أعتقد ذلك، لم أسمع أن هذه الأدوية تسبب الإجهاض، وبالنسبة للحمل مع الأدوية النفسية: هذا فيه محاذير كثيرة، ومن الأفضل أن تؤجل الحمل قليلا، هذا أفضل، لا أقول لك أن كل الأدوية سيئة أو ممنوعة في مراحل الحمل، الدواء الذي يمكن أن يحدث مع تناوله الحمل هو عقار (كواتبين)، والذي يسمى تجاريا (سوركويل)، هذا لا مانع من أن تتناوله المرأة بجرعة صغيرة وتحمل.

الأولانزبين أيضا دواء يعتبر نسبيا سليما، وليست سلامة مطلقة، المرأة التي تحمل وهي تتناول أحد هذه الأدوية يجب أن تكون تحت المتابعة الطبية النفسية، وكذلك المتابعة الطبية من طبيب أو طبيبة النساء والتوليد، يجب أن تكون الرقابة لصيقة، خاصة في مرحلة تكوين الأجنة، وهي الأربعة أشهر الأولى.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات