أحس بتوتر وضربات قلبي غير منتظمة.. بماذا تنصحون؟

0 139

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله كل الخير لما تقدموه من فوائد عظيمة.

انتقلت مع أسرتي إلى بلد جديد قبل أربعة أشهر، ولظروف عمل زوجي في بلد آخر لا يستطيع أن يأتي إلينا إلا في إجازات صغيرة.

ومن هنا بدأت معاناتي بألم في صدري، وقمت بجميع الفحوصات من ايكو وتخطيط وغيره وكل شيء سليم -والحمد لله- فقد ذكر الدكتور أنه ألم في جدار الصدر، وبدأت أحس بالقلق التوتر، ولا أستطيع الأكل؛ حيث نقص وزني عشرة كيلو، وأصبحت أفكر بالموت، وأخاف على أطفالي الصغار، مع العلم أن والدي -رحمه الله- توفي بأزمة قلبية.

ترددت على قسم الطوارئ لعدد من المرات والإجابة واحدة لا شيء في القلب، يوجد لدي نقص في فيتامين دال، وأخذ المكمل الآن، أحاول مقاومة الأمر بالصلاة والاستغفار، وبدأت بعلاج سلوكي، ولكنني أفكر بالأدوية النفسية، فبماذا تنصحون؟

أيضا أصبحت تأتيني ضربات قلب غير منتظمة لفترات طويلة، وأيضا توتر في جهازي الهضمي، وأصوات في معدتي، وأحيانا لا أستطيع الأكل ليوم كامل.

أخاف على سلامتي النفسية، ولا أستطيع النوم فأرجو الإجابة على استشارتي، مع العلم أنني سيدة في الواحد والأربعين من عمري.

جزاكم الله كل الخير؛ ولأنني في بلد غربي فأنا أستأنس جدا بالشبكة الإسلامية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينه مرجان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت بالفعل تعانين من أعراض قلق المخاوف، وهي علة مزعجة، لكنها ليست خطيرة، ربما يكون الانتقال الجغرافي من بلد إلى آخر أدى إلى ما نسميه بعدم القدرة على التكيف، وأنت في الأصل ربما يكون لديك شيء من الحساسية في مكونات البناء النفسي لديك، مما يجعلك عرضة لقلق المخاوف والتوترات.

أنت لست مريضة، هذا يجب أن نتفق عليه، وأنت الحمد لله تعالى إنسان فاعل – كما هو واضح من رسالتك – فأرجو أن تكوني إيجابية التفكير، أرجو أن تحقري هذه الأفكار، وأرجو أن تديري وقتك بصورة صحيحة، وقطعا حرصك على الصلاة والاستغفار والدعاء والأذكار سيكون له أثر إيجابي عظيم عليك.

ويجب أن تضيفي لذلك ممارسة شيء من الرياضة، مثل رياضة المشي، وحسن إدارة الوقت وتدبيره من أجمل السبل التي تجلب علينا السعادة؛ لأن الذي يدير وقته يدير حياته.

تذكر الإيجابيات ضروري جدا، وأنت الحمد لله تعالى أنعم الله عليك بالكثير والكثير منها.

كل أعراضك الجسدية هي أعراض نفسوجسدية، وأرجو ألا تترددي كثيرا على الأطباء.

أبشرك أن في حالتك العلاج الدوائي مطلوب، -والحمد لله- هو سليم، وأنت تحتاجين لعلاج واحد فقط، ويسمى (سبرالكس). أنت في هذا العمر – أي الواحد والأربعين – أسأل الله أن يطيل عمرك في عمل الصالحات، هذه المرحلة العمرية أيضا هي مرحلة هشاشة نفسية بالنسبة لكثير من النساء، والاكتئاب قد يأتي في هذه المرحلة، لذا أنا أرى أن استعمال الدواء مهم في حالتك، بل هو مفيد بالنسبة لك.

عقار سبرالكس هو الأفضل بالنسبة لحالتك، ويسمى علميا (استالوبرام)، إذا استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي أو طبيب الأسرة هذا أمر جيد، وإن لم تستطيعي السبرالكس في معظم الدول لا يحتاج لوصفة طبية، الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – تتناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة –أي عشرة مليجرام– يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم، غير إدماني، مفيد، من آثاره الجانبية البسيطة أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام عند بعض الناس وليس كلهم، بخلاف ذلك ليس له أثر جانبي مضر.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات