لا أشعر بذاتي.. ووالداي يقولان أنني أتوهم

0 162

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، أعاني منذ 5 سنوات من عدم الإحساس بذاتي، حاولت إقناع أمي أكثر من مرة بالذهاب للطبيب النفسي، وبعد عدة محاولات اقتنعت، وعندما ذهبنا للطبيبة، قامت الطبيبة بتوجيه الأسئلة لأمي، ولم تتح لي فرصة التكلم، وصرفت لي علاج لوسترال 50mg، وسوليان، وأنافرانيل 10 mg.

استمريت على العلاج لمدة 6 أشهر، وتأخرت علي الدورة الشهرية لمده 7 أشهر، وازداد وزني 8 كلغ، وساءت حالتي جدا، وأوقفت العلاج بالتدريج ولم يتغير شيء، وذهبت إلى دكتور أذن وأنف وحنجرة بسبب معاناتي من الصداع الشديد، وكانت نتيجة فحص السمع سليمة.

أبي وأمي يقولون: إن هذا مجرد وهم، وأنني أريد الاهتمام، ولا أحد يصدقني، فأنا لا أتوهم، وهذه الفترة بدأت تسوء حالتي، فأصبحت أعاني من قلة حاسة الشم والتذوق، ولا أحس بوجع ولا شبع، وبعض المناطق في جسمي أضربها لا أحس بها، وأصبحت أنسى كثيرا، ولا أستطيع التركيز، وأعاني من صعوبة في النطق والنوم، وأحيانا أعاني من الغثيان والدوخة والترجيع، مع خروج الغازات، وعند النوم أشعر بنفضة مثل الكهرباء تيقضني من النوم، وبوردة في الرأس.

أشعر أنني في حلم، وأريد معرفة السبب في معاناتي.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الأعراض التي تعانين منها في مجملها أعراض نفسو جسدية، أنا أعتقد أنه لديك درجة من القلق ودرجة من التوتر، وهي التي أضعفت من أحاسيسك، وجعلتك تعانين مما تعانين منه الآن من أعراض جسدية متعددة، ضعف التركيز: هذا ناتج أيضا من القلق النفسي، لكن صعوبة النطق لم أجد لها تفسيرا أبدا، وصعوبة النوم والغثيان والدوخة تفسيرها القلق.

الحالة التي تأتيك وهي النفضة مثل الكهرباء توقظك: هذا غالبا يكون في أول النوم أو في آخره، وهو نوع من الهلاوس الكاذبة، وهي بالفعل مزعجة، لكنها ليست خطيرة، ونشاهدها دائما عند الذين يعانون من القلق.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: أنت محتاجة لأن تعطي نفسك رسائل إيجابية، وأهم هذه الرسائل: أنك غير مريضة، وأن ما بك هو مجرد قلق، وتفكري حول نفسك بصورة أفضل، وتحسني إدارة الوقت؛ لأن إدارة الوقت يبعد انتباه الإنسان كثيرا عن الشكوى أو الانشغال بالأعراض القلقية وما ينتج عنها من أعراض عضوية.

أن تنامي نوما ليليا هانئا ومبكرا، هذا ممتاز، والنوم يتحسن من خلال تجنب النوم النهاري، وممارسة شيء من الرياضة، وعدم شرب الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، والحرص على الأذكار -أذكار النوم- وأن تثبتي وقتا للنوم، لأن تثبيت وقتا معينا للنوم يجعل الساعة البيولوجية عند الإنسان أكثر دقة وانتظاما.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: السوليان، والذي يعرف علميا (إيمسلبرايد) هو الذي سبب لك تأخير الدورة الشهرية، لأن هذا الدواء بالرغم من أنه دواء جيد، لكنه يرفع من مستوى هرمون الحليب، والذي يسمى (برولاكتين)، وهذا حين يرتفع يحدث اضطرابا في الدورة الشهرية.

أما بالنسبة للسترال فهو دواء رائع، وحاجتك للأنفرانيل بهذه الجرعة الصغيرة أرى أنه لن يكون مفيدا، ربما يكون اللسترال وحده، لكن يجب أن تكون الجرعة مائة مليجرام على الأقل -أي حبتين في اليوم- علما بأن الجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم -أي مائتي مليجرام- لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.

طبقي ما ذكرته لك من إرشاد، وكوني إيجابية في تفكيرك، هذا أهم شيء، وتجاهلي تماما هذه الأعراض، وواصلي مع طبيبك.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات