لا أستطيع النوم بسبب القلق والتوتر الذي أحس به، فما نصيحتكم لي؟

0 168

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري٢٠ سنة، بدأت حالتي منذ فترة، حيث بدأت معي أعراض دوار عند الاستلقاء للنوم مما أدى إلى خوفي عند الخلود للنوم والأرق، أشعر بتعب دائم، وتؤلمني عضلات جسدي لأقل مجهود، وواجهت صعوبة في التنفس وكانت وقت الدورة الشهرية فلم أعر لها بالا مع أنها استمرت، بعدها اقترب موعد الامتحانات وكان موعد دورتي الثانية ومتأخرة لمدة أسبوعين، دخلت في توتر وحصلت لي حالة ذعر لا أعلم هل هي بسبب الاختبارات أم لا؟ وجلست أبكي كثيرا مما أقلق والدي، فكنت أحس بكتمة وضيق في صدري ورعشات في جسمي حين النوم وأرق مستمر، وقد أخذت كبسولات فيروقلوبين للحديد وشعرت بعدها بتحسن في النفضات والرعشات والخفقان بشكل بسيط ولكنه عاد مرة أخرى.

شككت أنني أعاني من فقر دم ولكن لم أذهب للفحوصات لضيق الوقت في أيام الاختبارات، وأنني قد أكون أتهيأ، أصبحت أشعر بدوخة ونبض شديد في رأسي وقلبي وجميع أنحاء جسمي عند محاولة النوم، مع إحساس بضيقة، وأحيانا ألم كالنغزات في أجزاء مختلفة والرعشات ولكن بشكل أخف في الأطراف، كما أسمع طنين يضايقني أحيانا، وأشعر بتنميل أحيانا في كفي الأيسر وفي بقعة صغيرة نهاية فكي الأيسر قريب للشفة، وبعدها التهبت لثتي مكان ضرس العقل المدفون، ولكن أحسست بها لبضع مرات فقط.

أصبحت تنتابني الوساوس من هذه الأحاسيس الغريبة والمخيفة، وأصبحت أبكي وأخاف كثيرا ولا أستطيع التحكم بمشاعري، لا أريد أن أشكو لأحد خاصة والدي حتى لا أقلقهم، وأشعر أيضا بغثيان وفقدان الشهية، كما أن حساسيتي زائدة اتجاه الأصوات خاصة وقت النوم، وعندما أتوتر أشعر برغبتي للذهاب إلى الحمام -أعزكم الله-، ومستمرة هذه الأعراض كل يوم.

انتهت اختباراتي -والحمد لله-، وتحصيلي كان جيدا جدا على الرغم أنني كنت مريضة، وبدأت عطلتي حيث سافرنا سفرة عائلية لنسلم على أقاربي، ولكن الأعراض لم تزول ولا زلت أشعر بها مما زادني خوف حيث أنني كنت أظن أنها ستتوقف بتوقف الامتحانات.

أنا مرهقة جدا ولا أستطيع النوم وقد واجهت البارحة الجاثوم الذي زاد حالتي ذعرا وعاد مرة أخرى لي اليوم، أنا تعبانة وخائفة وتنتابني أفكار سلبية متكررة تقلقني وتخيفني ولا أستطيع التحكم بها كتخيل الأسوأ لمن أحب من إصابات وحوادث ولكنها لا تتكرر بكثرة.

وأيضا تأتيني تخيلات جنسية بكثرة لا أعلم هل لأنني أركز على تناسيها أم أنه شيء آخر؟! علما أنني محافظة على صلاتي وديني -ولله الحمد- ولم أنظر إلى أشياء مخلة، نمت قبل كذا يوم على صوت القرآن، وقمت مفزوعة بنفضة بجسمي، وجاءني تخيل كالكابوس وبعدها بدأت تخيلات مخيفة ولم أنم لمدة يوم ونصف، أصابني الوسواس بعدها لعدم قدرتي على النوم وأي شيء يخبرني أحد به أبدأ وأوسوس به، أصبحت تأتيني وساوس عن حالتي بأنني أعاني من مرض نفسي كثنائي القطب، أو الوسواس القهري؛ لأنني قرأت عنها في الإنترنت كثيرا والحسد أيضا.

أحيانا أشعر بتحسن عندما أخبر أحدا عن حالتي أو أقرأ كلاما يريحني، وأحيانا أخرى تزول جميع الأعراض وأنام ليلا فتعود مرة أخرى عندما أستيقظ، دورتي الآن متأخرة ولا أعلم هل هي تهيؤات أم ماذا؟ فأنا لا أعلم إن كنت قد تأثرت مما أقرأه؟ فما أسباب ذلك؟ هل هو توتر أم قلق أم حالة نفسية أخرى؟ أم هي عين، أم حسد، أم فقر الدم سبب في ذلك؟ وكيف ومتى تتوقف هذه الأعراض؟

علما أن والدتي تعاني من الاكتئاب وهو منتشر في أقارب والدتي وصديقتي كذلك فهل أكون قد تأثرت بهم؟ أخبرت والدي بما أشعر وقال: إنها وساوس ولا تدخلي نفسك في دوامة الأمراض النفسية والأدوية وإنها ستزول بنفسها، ولا أريد أخذ العلاج؛ أخاف أن أستمر عليه بقية حياتي، فأنا لا زلت صغيرة ولا أريد أن أدخل في متاهات الحالات النفسية وعلاجاتها، فأحيانا أشعر أنني أستطيع السيطرة على مشاعري وأعود إيجابية مستمتعة، ولكن عودة الأعراض والأفكار تجعلني أوسوس وأدخل لأقرأ عنها وتعود الدوامة وتشتت ذهني وخوفي والوساوس والأعراض مرة أخرى.

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأعراض التي ذكرتها أعراض قلق وتوتر نفسي، وواضح أنك من الشخصيات القلقة، وهذه الأعراض الجسدية من مجملها أعراض قلق وتوتر، وطبعا كثير من النساء تأتيهن أعراض قلق وتوتر قبل الدورة الشهرية دائما قبل أسبوع من الدورة، وتنتهي مع بداية الدورة، وقد تكون هذه هي المشكلة الوحيدة، لكن القلق يأتي عندك قبل الدورة ويأتي مع الامتحانات هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: ضعف الدم لا يسبب قلقا وتوترا، لكنه يسبب زيادة خفقان وضربات القلب، مع فتور شديد وإعياء ودوخة، وطبعا أهم شيء هو فحص الدم للتأكد من وجود ضعف دم أم لا، أما الاستجابة لحبوب الحديد المؤقتة فقد تكون نفسية فقط، وليس لأن عندك ضعف دم، والدليل أنه بعد فترة عادت الأعراض مرة أخرى.

الشيء الآخر: وجود اكتئاب عند أحد الوالدين ليس بالضروري أنك ستصابين بالاكتئاب، الاكتئاب عادة ليس كالفصام والاضطراب الوجداني، العوامل الحياتية تلعب دورا كبيرا جدا في حدوث الاكتئاب، وإن كان جانب الوراثة واردا أيضا.

الحمد لله أنك تستطيعين التحكم في مشاعرك، خاصة المشاعر السلبية، ويعني هذا أن الأعراض تحت السيطرة، وهذا هو المهم، طالما ليست هناك أعراض كثيرة للمعاناة، وطالما أنك تؤدين وظائفك الحياتية بصورة منتظمة، فهذا مهم، ولكن إذا زادت الأعراض بدرجة كبيرة واستمرت لفترة طويلة وأصبحت تؤثر على حياتك، فهنا لابد من التدخل الطبي وزيارة الطبيب النفسي، والطبيب النفسي وزيارته لا تكون سببا في إطالة المرض، بل بالعكس عدم التدخل المبكر وعدم العلاج هو الذي يؤدي إلى إطالة المرض، ويجب أن يتم توصيل هذه المعلومة لوالدك بصورة ما.

المهم: يمكنك الآن عمل أشياء تساعدك في التخلص من التوتر دون اللجوء إلى الأدوية أو إلى زيارة طبيب نفسي، ومنها: كل شيء يؤدي إلى الاسترخاء، هناك أشياء كثيرة تؤدي إلى الاسترخاء، وأهمها الرياضة، خاصة رياضة المشي، إذا كنت تستطيعين أن تمشي لمدة معينة يوميا فهذا يؤدي إلى الاسترخاء، وإلا فأداء بعض التمارين الرياضية في البيت، وإذا كنت تستطيعين ممارسة الـ (يوجا) أيضا فهذا يؤدي إلى الاسترخاء، والانتظام في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، كلها أيضا تؤدي إلى الاسترخاء والطمأنينة والسكينة وراحة البال، وإلا – كما ذكرت – إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو زادت أو أثرت على حياتك فلابد من الذهاب إلى الطبيب النفسي وأخذ الأدوية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات