أعاني من رهاب ولم يسبق لي تناول أي علاج، فبماذا تشيرون علي؟

0 156

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ الطفولة، والاكتئاب منذ سنوات قريبة، ولم يسبق لي استخدام أي علاج دوائي، وأرغب باستخدامه لإعانتي على مواجهة الناس، وإنني أتفهم العلاج السلوكي والذي يتشكل في احتقار فكرة الرهبة من الناس، لكني لم أستطع؛ فعيون الناس تسبب لي الرعب.

أنا موظف، ولا أستطيع الجلوس في جلسة عادية مع زملائي، ولا أستطيع الإفطار معهم، ولا أستطيع التحدث مباشرة لهم جميعا، ولا أحضر الاجتماعات، ويلاحظ من حولي تهربي، وهذا يزيدني ألما، فعندما ينظرون إلي، ويجهون الأسئلة، يأتيني الخفقان والاحمرار والرعشة، وأحس أن وجهي سينفجر بشكل قوي وملاحظ جدا؛ لأن بشرتي بيضاء، فعندها لا أستطيع التحدث ولا التكلم والرد عليهم، لدرجة أنني أسكت ويحمر وجهي بقوة، وأكون في حالة صعبة لا يعلم بها إلا ربي الشافي المعافي، مع أن السؤال عادي، وفيه مزاح، وخصوصا المزاح بالضغط (بمعنى المزاح بالضغط على الشخص كنقد أسلوبه أو فكرة قلتها).

وقد سبق وحضرت عند دكتور في الرياض، وأراد مني حضور علاج جماعي، فتعذرت (هروبا) بتأخر الوقت، لم يأخذ كثيرا، ولم يعط كثيرا معي.

بالإضافة إلى أنني لا أستطيع حضور حفلات الزواج والتجمعات (العزائم) وجلسات القهوة، سواء في المنزل وخارجه، وأحاول اختلاق الأعذار عند الدعوات، ودائما والدي حفظه الله ينتقدني بخصوص هذا الأمر بشدة، غفر الله لي وله.

وأيضا الاكتئاب، كما أراه أنني بعض الأحيان أستغرب لماذا الناس تذهب وتفرح وتستمتع (حسب مفهومي)، ولحظات سعادتي محددة، وتنتهي بسرعة، وليس لدي حماس للأمور الحياتية، وأعيش حسرات بشكل قوي، وهل هذا له علاقة مباشرة بالرهاب، بمعنى هل عندما ينتهي الرهاب تنتهي معه هذه الحالة؟

أيضا أنني أريد الزواج، ولا أستطيع مواجهة ( الخطبة، والملكة، وحفل الزواج، والارتباط بعائلة زوجتي، والخوف في كيفية الابتداء بالأمور مع زوجتي، وكيف أواجهها بطلب العلاقة الحميمية)، حيث أن عمري قد تقدم بكثير على سن الزواج، وأنا في حسرة.

وفي نفس الوقت لا أريد علاجا دوائيا له آثار مؤلمة ( كسيروكسات ) فإنه ليس لدي القدرة على تحمل ألمين في نفس الوقت.

لم أشرح جميع ما يحدث لي، لكن هذا الأهم لتشخيص حالتي، آملا منكم توجيهي ونصحي فيما يخص حالتي، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خيرا.

وإن دللتموني على طبيب متمكن تثقون فيه بمدينة الرياض أكون شاكرا وممتنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما كان الرهاب الاجتماعي منذ الطفولة، واستمر معك حتى الآن، وأثر في عملك خاصة، فيحتاج إلى تدخل، والتدخل قد يكون تدخلا دوائيا، أو تدخلا نفسيا -أي بالعلاج السلوكي المعرفي-.

والعلاج السلوكي المعرفي -يا أخي الكريم- يحتاج إلى شخص متمرس، أولا يقوم بتقييم دقيق للسلوك وللمواقف التي يحصل فيها الإحراج والتوتر، ثم يرتبها حسب الأسبقيات، الأقل صعوبة فالمتوسط فالأكثر صعوبة، ومن ثم يضع لك برنامج للمواجهة المتدرجة المحكمة والمنضبطة، تبدأ بالمواقف الأقل صعوبة، ويمكن أن يحدث هذا في الخيال، إذا كانت هناك صعوبة في عمله في الحقيقة مثل المجموعات التي هربت منها، يمكن أن يكون في الخيال من خلال جلسات، وفي كل جلسة تواجه موقفا معينا في خيالك، حتى يحصل التوتر في داخلك واحمرار الوجه، ثم تبدأ بالاسترخاء، وهكذا، وهكذا من مرحلة إلى مرحلة أخرى، حتى يختفي الرهاب الاجتماعي وتعيش حياة طبيعية بعد ذلك.

الشيء الآخر: هناك أدوية غير الزيروكسات أيضا مفيدة وآثارها الجانبية قليلة.

ما تحس به من اكتئاب أيضا ناتج عن الرهاب الاجتماعي، وفي حالات كثيرة من الرهاب الاجتماعي - خاصة إذا لم يتم علاجه - تحدث معه أعراض اكتئاب نفسي، وعسر في المزاج.

هناك مراكز طبية كثيرة في الرياض، وهناك أطباء واستشاريين أكفاء في الرياض، وحتى هناك مراكز متخصصة في العلاج السلوكي المعرفي، لا أستحضر مركزا بعينه، لكن هناك مراكز معينة، ويديرها مجموعة من استشاريين سعوديين، وأساتذة جامعات أكفاء، وأنا على ثقة بأنك سوف تجد المركز المناسب الذي يتم فيه مساعدتك للتخلص مما تعاني منه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات