أشعر بتردد وحيرة حتى في الأمور البسيطة.. أريد عزما وثباتا

0 136

السؤال

أشعر بتردد واهتزاز وعدم أخذ القرارات، وإن كانت قرارات بسيطة، وإذا أخذت القرار أكون نادمة، وأفكر طوال الوقت.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإنسان يحتاج لشيء من القلق والتردد، وهذه طاقات نفسية مهمة لتجعل الإنسان أكثر انضباطا وتأكدا بقدر ما يستطيع فيما يتعلق بالقرارات التي يود أن يتخذها، لكن إذا كان هذا التردد أصبح ديدنا وسمة في حياة الإنسان، فهنا قطعا سوف تكون إشكالية كبيرة.

والتردد المتكرر - خاصة في القرارات البسيطة - نشاهده كسمة من سمات الوساوس البسيطة لدى بعض الناس، وهذا بالفعل يؤدي إلى شيء من الندم بعد أن يتخذ الإنسان القرار أو يتأخر في اتخاذ القرار.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا دائما أرى أن صلاة الاستخارة طريق جيد جدا لأن يدرب الإنسان نفسه من خلاله من أن يتخذ القرار الصحيح، فأريدك أن تلجئي للاستخارة في كل أمورك، في المرحلة القادمة، ويجب أن تكون مفاهيمك صحيحة عن الاستخارة، وهي أنك سألت من يعلم الغيب وبيده الخير أن يختار لك الخير، وكثير من الناس لديهم مفاهيم خاطئة حول الاستخارة، من يقول لك: (رفضت القيام بهذا الفعل أو العمل لأني لم أشعر بارتياح)، وهذا ليس صحيحا، إنما الاستخارة هو أن أوكل الأمر لله تعالى أن يختار لي، وأسير في طريق أراه مناسبا أو أتركه إن كان غير مناسب، فإن وفقت فيه فهو اختيار الله، وإن ذهبت عنه أو ذهب عني فهو اختيار الله.

فإذا هذه هي الاستخارة بكل بساطة، وهي طريق لإزالة التردد.

والأمر الآخر هو: التدارس، تدارسي الأمور التي تودين أن تتخذي قرارا حيالها، وقطعا يجب أن تكون هنالك أسبقيات، فليست كل الأمور واحدة، ويمكنك أن تجري تمارين ذهنية، مثلا: قولي لنفسك: (أريد أن أشتري شيئا معينا، ملابس مثلا) وضعي ثلاث خيارات، وبعد ذلك رجحي أحد هذه الخيارات، ولن تحسي بالندم، ولا ترجعي أبدا عن قرارك.

تمرين ذهني آخر: مثلا تودين الانضمام لدراسة معينة للحصول على شهادة معينة، ضعي خيارين ثم حاولي أن ترجحي كفة أحد هذين الخيارين، وأقدمي على ذلك، وهكذا. إذا شيء من التمرين الذهني أيضا يساعدك كثيرا.

والمشورة، الإنسان يجب أن يشاور، خاصة من يثق فيهم، هذه أيضا وسيلة من وسائل اختيار الإنسان القرار الصحيح.

التجاهل، في بعض الأحيان تطرق على الإنسان أفكار حيال أشياء يريد أن يختار فيها شيئا ما، ولكن في نهاية الأمر قد يصل لقناعات أنها كلها غير مهمة، فلماذا يشغل الإنسان نفسه بها؟! إذا التجاهل أيضا وسيلة من وسائل تحسين اتخاذ القرار.

بصفة عامة: الشخص المتردد بجانب الوسوسة لديه شيء من القلق، وأعتقد أن تناول أحد الأدوية البسيطة للقلق الوسواسي سوف تكون مفيدة جدا. عقار (فافرين) والذي يسمى علميا (فلوفكسمين) أراه جيدا إذا تناولته بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات