أعاني من اكتئاب ثنائي القطب مع نوبة هوس شديدة.. ما العلاج؟

0 186

السؤال

السلام عليكم

أنا طبيب أسنان، أعاني من اكتئاب ثنائي القطب، النوع الثاني، والغالب عليه طور الهوس، منذ سنوات، وآخذ علاجا وقائيا: prianil 400 CR حبتين مساء، وDevakote ER 500 حبة مساء.

بالرغم من ذلك ينتابني نوبات هوس خفيف، ثلاث أو أربع مرات في السنة، مع تغير الفصول ونوبة هوس شديدة مع بداية أو نهاية رمضان، مدة النوبة شهر هوس يليه شهر اكتئاب!

ما السبب؟ وكيف أقللها؟ وما هو أمثل علاج لهذه النوبات عند حدوثها؟ وبماذا تنصحوني أن أفعل خلال فترة الهوس والاكتئاب التي تدوم أسبوعين أو أكثر؟ لأنها تكون صعبة.

كذلك أشد مشكلة تواجهني في نوبات الهوس هي الحصول على 6 ساعات نوم متواصلة، ودائما أنام 3 أو 4 ساعات بتركيز قليل؟ فكيف أحسن نمط النوم ويكون وافرا وعميقا؟

علما أني أثناء نوبة الهوس الخفيف آخذ devakote ER 500 قرص صباحا ومساء، وprianil 400 CR
REspridone 6 mg، و( 2 mg صباحا 4= 4mg مساءا"، ويسبب لي هبوطا وزغللة، وكسلا وخمولا، وأعتقد أنه السبب الرئيسي في اكتئاب ما بعد الهوس، فما رأيكم؟


جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ehab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية من مرضك، وكما أنك طبيب أسنان فينبغي أن تعلم أن اضطراب الوجداني ثنائي القطبية - أو الاضطرابات الذهانية بصفة عامة - يجب أن يكون علاجها تحت إشراف طبيب مباشر، وكل ما أقوله لك هي نصائح عامة - يا أخي الكريم - إذ يجب أن تحدد الجرعة ويحدد الدواء حسب الكشف المباشر وكشف الحالة العقلية، ولا تجدي الاستشارات في هذا الموقع في تحديد الجرعات والأدوية، ولكن إن شاء الله سأقدم لك نصائح عامة لتحملها معك للطبيب المعالج الذي تتابع معه بانتظام.

الشيء الآخر: المتابعة المستمرة مع الطبيب مهمة جدا في الأمراض النفسية بصورة عامة، وفي الاضطرابات الوجدانية بصورة خاصة.

الاضطرابات الوجدانية من النوع الأول عادة تكون هوسا متكررا، ويعقبه اكتئاب، أو تكون نوبات الاكتئاب ليست كثيرة.

إذا الاضطراب الوجداني من الدرجة الأولى يكون فيه نوبات هوس، وتحدث لمرة واحدة أو لمرات، ويصاحبها نوبات اكتئاب لمرة واحدة أو لا يحدث فيها اكتئاب.

أما الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الثاني فيكون عادة نوبات اكتئاب متكررة، ونوبة هوس خفيفة لمرة واحدة، فهذا الاضطراب من النوع الثاني يسمى (اكتئابا متكررا).

العلاج يكمن في أهمية التشخيص أولا، وثانيا يكون العلاج في مثبتات المزاج، وأرى أنك تأخذ الليثيوم/ prianil أربعمائة مليجرام (حبتين) - أي ثمانمائة مليجرام - وهذه جرعة مناسبة، ولكن الـ (Devakote) خمسمائة مليجرام قد لا تكون كافية، بعض المرضى يحتاجون لأكثر من تلك الجرعة.

أما أنه دائما نوبة الهوس تتبعها اكتئاب فهذا من خصائص المرض، خاصة كلما كانت نوبة الهوس شديدة كلما عادة يتبعها اكتئاب، والعكس أيضا صحيح، أحيانا نوبات الاكتئاب الشديدة تعقبها نوبات هوس، هذا من طبيعة المرض.

أما بخصوص الـ (REspridone) فهو طبعا مضاد للذهان، ويقال إن به خصائص مثبتات مزاج، وفعلا له آثار جانبية، وأنا شخصيا أفضل الـ (أولانزبين Olanzapine) على الـ (REspridone)، ولكن مشكلة الأولانزبين هي في زيادة الوزن، فإذا كان وزنك معقولا ولا تنزعج من حدوث زيادة في الوزن فأفضل أن تتناول الأولانزبين عندما تكون أعراض الهوس زائدة، ويكون هناك اضطراب في النوم، وإلا فعليك بتناول إحدى مشتقات (بنزوديازيبين Benzodiazepine) خاصة الـ (لورازيبام Lorazepam) فهو فعال جدا في حالات الهوس، خاصة المصحوبة باضطرابات النوم.

أريد أن أطمئنك - أخي الكريم - أنه إذا أخذت مثبتات مزاج بجرعة مناسبة واستمريت فيها بصورة مستمرة فإنها تكون العامل الرئيسي في منع حدوث انتكاسات أو إذا حدثت انتكاسات لا تأخذ وقتا طويلا، أو تكون خفيفة.

كل هذا - أخي الكريم - أرى أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي، ولك الحق في التشاور معه واقتراح ما تراه مناسبا، وأن تحمل بعض الأفكار التي طرحناها لك من تناول بعض الأدوية، حتى يقرر الجرعات المناسبة، ويقرر متى تبدأ تناولها، ومتى التوقف عنها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات