أفتقد نشاطي بعد أن أصبت بالإنفلونزا، فما العلاج؟

0 120

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 25 سنة، منذ تقريبا أربعة أشهر أصبت بإنفلونزا، وكانت شديدة جدا، خصوصا في الليل، حيث أصابتني رجفة وارتفاع حرارة وكوابيس مزعجة جدا، علما أني خلال هذه الفترة كنت أعاني من ضغوط نفسية رهيبة، وقلق شدديد، وبعدها خفت أعراض الإنفلونزا، لكن لم تذهب بالكامل، وبعد حوالي شهر بدأت أعراض أخرى بالظهور، حيث أصبت بتعب شديد، وعدم تركيز، وعدم توازن، ودوخة، وثقل بالرأس، وضغط في الأذنين، وألم في العينين، وحساسية شديدة للضوء، وأحيانا ألم في في الفكين.

وإذا حاولت التركيز بواسطة عيني تزداد هذه الأعراض جميعها، ومؤخرا بدأت أعاني من تشنج في الرأس من الخلف، وألم عند الضغط على المنطقة مع ضعف في اليدين والساقين.

وأحس باختلاف الأحاسيس في جسمي (اللمس، والشم، والذوق)، وعندما أعطس أحس بآلام في منطقة الصدر واليدين، بين فترة وأخرى يحدث لي رشح واحتقان في الحلق، وتكون هذه الأعراض أشد خلال النهار، وقد أجريت تخطيطا للقلب، وفحصا للدم، وكانت كلها سليمة.

دكتور: لقد تعبت كثيرا من هذه الحالة التي لم أجد لها علاجا، حيث تغيرت حياتي وأصبحت شخصا آخر بعد أن كنت في قمة النشاط، وتعبت من الناس وقولهم بأن ما أعاني منه هو مجرد حالة نفسية ناتجة عن القلق! أنا شخصيا إنسان قلق جدا، لكن هل يمكن للقلق والتوتر أن يسبب كل هذه الأعراض أم ما هو تفسير هذه الأعراض؟

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب الأنفلونزا بصفة خاصة، واضطرابات الفيروسات بصورة عامة عادة يكون مصحوبا باكتئاب نفسي، فكثير من اضطرابات الفيروسات يكون مصحوبا باضطرابات نفسية، ولو نظرت حولك معظم الذين يصابون نوبات برد تشعر أنهم متضايقون ومكتئبون، فإذا هناك علاقة وثيقة بين اضطرابات الفيروسات والأنفلونزا والاكتئاب النفسي. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: اضطراب الأنفلونزا هو اضطراب يصيب الجهاز التنفس العلوي، وهذا قد يسبب مشكلة في الشم، أو مشكلة في التذوق أيضا، من أعراض الاضطراب الفيروسي.

طبعا عندما تختفي الأعراض الجسدية للأنفلونزا يذهب كل شيء. أعراض القلق النفسي أيضا قد يسبب أعراضا جسدية أو بدنية، وهي غالبا تكون في شكل زيادة في ضربات القلب، تعرق، رجفة، آلام في الجسم مختلفة، خاصة آلام العضلات التي تنشأ من شد العضلات، نتيجة للتوتر والقلق، وهي تكون عادة إما صداعا أو عضلات الرقبة أو عضلات الظهر، وأحيانا آلاما في البطن.

هذه هي الأعراض البدنية المصاحبة للقلق وللتوتر، ولكن لا يمكن تشخيص القلق والتوتر بوجود الأعراض البدنية لوحدها، لا بد من وجود أعراض نفسية أخرى، أعراض قلق نفسي أخرى، حتى نشخص وجود القلق والتوتر النفسي.

ثانيا: هناك بعض الاضطرابات النفسية الأخرى التي تأتي في شكل أعراض بدنية محضة، ولا يكون هناك سببا عضويا، ولا يكون هناك مرض محدد ولكن تكون هناك شكاوى أو آلام بدنية متكررة ومتعددة، وهذه قد تكون بعض الاضطرابات النفسية ولها أسماء مختلفة، وكل هذا لا يتم تشخيصه إلا من خلال المقابلة الطبية مع طبيب نفسي وأخذ تاريخ نفسي مفصل، وكشف للحالة العقلية، ومن ثم الحكم أو الجزم بأن هذه الأعراض منشؤها نفسي أم لا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات