السؤال
السلام عليكم -يا أخي في الله-، أما بعد:
فوالله لثقتي فيكم كتبت لكم هذه الرسالة.
فوالله إني لأشعر بالاكتئاب عندما أتذكر أفعالا فعلها معي أبي أو أمي في الماضي، فهم أحيانا يمنعونني من أشياء يقولون أنها من مصلحتي، وأنا أرى غير ذلك؛ فلذلك أحيانا أعقهما ولا أبرهما، ويدعون علي، بالخصوص أمي التي لا أرى أنها حنونة علي، لا أدري لماذا ـ يا شيخي ـ؟ والله لا أدري لماذا؟ وأحيانا أكره أبي وكل إخواني.
ولا أجد من أنفث له همي، بل أخزن كل همي في داخلي، ولا أفشيه لأي مخلوق كان، حتى إنني أحيانا أود الانتحار، وقد دعوت الله مرارا وتكرارا أن يخلصني من هذه الحياة.
يا شيخي! إني لا أشكو همي إلا لصديقة كنت تعرفت إليها، والله إنها كانت كأخت لي، وعندما تركتني أحببت أن أتعرف إلى أخرى لأشكو لها همي وأبث كل ما بداخلي لها وأرتاح.
ماذا أفعل؟ فهناك وسواس يأتيني كل يوم ويجعلني أتذكر كل أفعال أبي وأمي السيئة معي -كما أظن- وأغضب أبي وأمي على ذلك، ماذا أفعل؟ أرشدني -يا شيخنا العزيز- أرشدني أرشدني، وأدع الله أن يريحني من هذا الهم الذي يحيط بي.
حتى إن أحد الأساتذة ذات مرة استدعاني إلى مكتبه، وقال لي لماذا أراك دائما مكتئبا وحزينا وتحمل كل هموم الدنيا فوق رأسك؟ وأنا على هذه الحال منذ سنتين تقريبا، وأصبحت وحيدا، ولا أمارس الرياضة.
وآسف على الإطالة.
والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ربما يكون منهج بعض الآباء في التربية هو تغليب الشدة على الوسطية، ولكن في جميع الأحوال لابد أن يحفظ للوالدين حقهما في الطاعة والاحترام والوقار، وأرجو أن تسمح لي أن أقول لك: إنك محتاج لأن تقوم بعملية مراجعة كاملة لمسيرة حياتك ومسلكك، حتى تصل إلى الأسباب الحقيقية وراء مقابلة هذه المعاملة التي وصفتها بأنها قاسية؟ فالشيء الطبيعي المعروف وهو من رحمة الله علينا أن الأبوين مهما كانا -خاصة الأم- قد زرع الله فيهما الرحمة والرأفة لأبنائهم.
الشيء الثاني: أنت مطالب بأن تجري حوارا مع نفسك ومع والديك، ولابد لهذا الحوار أن يكون ملتزما بشروط الأدب مع الوالدين، وإعطائهما حقهما الشرعي الكامل، وفي هذا السياق أرجو أن تتصل بأحد المشائخ الأفاضل في منطقتك أو إمام مسجدك لتتحادث معه حول هذه المشكلة، وما هو المطلوب منك حيال والديك، وكيف تتعامل معهما؟ وأنا على ثقة أنك سوف تجد كل المساعدة.
أنا أقدر جدا أنك تعاني الكثير من المضايقات، وتعاني الكثير من عسر المزاج، وربما عدم القدرة على التكيف، وفي هذا السياق يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للقلق والتوتر بصفة فعالة، وعليه أود أن أصف لك أحد الأدوية المفيدة، ويعرف هذا الدواء باسم (بروزاك)، أرجو أن تتناوله بواقع كبسولة يوميا، لمدة ستة أشهر، وستجد -إن شاء الله- أن مزاجك قد تحسن، وأصبحت أكثر استرخاء، وذلك سوف يساعدك على التواصل مع والديك بصورة أفضل بإذن الله.
وبالله التوفيق.